- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قتل أبو عين: دفن حل الدولتين «يعني ما يعني»

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة

زياد أبو عين لن يكون أوّل فلسطيني يقتل على يد اسرائيل وبالطبع لن يكون آخر فلسطيني تودي به الهمجية الاسرائيلية. ولكن في استشهاد أبو عين  رسالة رمزية واضحة لم يريد أن يبصر.

فهو مسؤول ملف الاستيطان وكان يرافق مجموعة ناشطين «غربيين» كانو يودون زرع شتل زيتون في أرض من المفترض أن تؤول للفلسطينيين في حال تحقق حلم «دولتان تعيشان جنبا إلى جنب». ولكن جنود الاحتلال قمعوا تلك الثلة من الناشطين وقتلوا أبو عين.
ولكن …ما لم يدركه هذا الجندي الذي أمسك بعنق الوزير الفلسطيني ليخنقه هو أنه كان يخنق مشروع الدولتين، مثله مثل المسؤولين الاسرائيليين الذين كلما حُشروا في مأزق تاريخي يلجأون إلى انتخابات عامة لذر رماد الديموقراطية في عيون الغرب، مثله مثلهم لا يدرك هذا الجندي أن مشروع دولتين بلفظ أنفاسه مع كل خطوة استيطانية مثلما لفظ أنفاسه المسؤول الفلسطينين وقبله آلاف الفلسطينين.
وهي لمفارقة عجيبة ولكنها في سياق حركات التحرر العالمية التي سجلها التاريخ: إن ركاب استشهاد الفسطينيين واحداً تلو الآخر وبالمئات في اعتداءات اسرائيل، يذهب في اتجاه ابتعاد حل الدولتين وهو (لنقلها صراحة) يذهب باتجاه حل دولة واحدة.

كلما أمعنت اسرائيل بقتل الفلسطينيين وبزرع مستعمراتها في أراضيهم كلما ابتعد حل الدولتين وكلما اقترب حل الدولة الواحدة أي عودة إلى عام ١٩٤٨.
قد يكون هذا كابوس بالنسبة للغرب الذي يلهث وراء اسرائيل في محاولة لردعها عن دفن حل الدولتين الذي «يعني ما يعني» على المدى الطويل. تعدد المواقف الأوروبية المنددة بتصلب اسرائيل هو في سياق المحافظة على الرمق الأخير لحل الدولتين. فالغرب يدرك أن اسرائيل تتجه نحو طريق مسدود بقضمها الأراضي الفلسطينية وبقتلها الفلسطينيين.
ما زال محمود عباس يدافع عن مبدأ المفاوضات. قد يكون عباس داهية يعلم بأن اسرائيل تستعمل المفاوضات للولوج نحو الطريق المسدود وهو بتمسكه بهذا المسار يدفعها نحو نهاية حلم الدولتين وهو «يعني ما يعني».
إن عنجهية اسرائيل تعمي بصرها وتدفعها نحو الهاوية. وقتل أبو عين مثل قتل أي فلسطيني مثل قضم أي أرض جديدة مثل قطع أي زيتونة، يزيد من قبضة الواقع على خناق حل الدولتين إلى أن يلفظ أنفاسه مثلما حصل للشهيد أبو عين على يد جندي جاهل بمصيره.