- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

استراليا: انتهت أزمة الرهائن وبقيت الأسئلة

استرالياأعلنت الشرطة الأسترالية إنتهاء أزمة الرهائن في مقهى وسط سيدني بعد 16 ساعة من بدئها، بعدما اقتحم عناصرها المقهى وسط إطلاق نار كثيف وسماع دوي إنفجارات وأنباء عن وقوع ضحايا. وأظهرت لقطات تلفزيونية فرار عدد من الرهائن من مقهى “لينت” في ساحة مارتن بحي الأعمال المركزي بمدينة سيدني، تلاه اقتحام قوة من الشرطة للمقهى.

وأفادت تقارير عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى، من دون ان يعرف مصير محتجز الرهائن الذي كشفت الشرطة أنه لاجئ إيراني يدعى هارون مؤنس (50 عاماً)، منح حق اللجوء في أستراليا وأدين بتهم الاعتداء الجنسي ويعرف أنه يبعث برسائل كراهية لأسر جنود أستراليين قتلوا في الخارج.

وذكرت تقارير أسترالية أن مؤنس هو رجل دين إيراني مثير للجدل ومعروف لدى الشرطة الأسترالية حيث أطلق سراحه بكفالة في قضية اتهامه بالمساعدة في قتل زوجته السابقة ويواجه أكثر من أربعين اتهاماً بالاعتداء الجنسي والتحرش خلال فترة ادّعى خلالها بأنه “معالج روحي” يتعامل بالسحر الأسود غرب سيدني، وفق صحيفة “سيدني مورنينغ هيرالد”.

ونُقل في وقت سابق عن محتجز الرهائن في المقهى الواقع في وسط سيدني، أنه طلب من مفاوضيه، علم تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) ولقاءً مع رئيس الوزراء الأسترالي توني آبوت، في وقت استطاع خمسة من الرهائن الفرار من المقهى.

وكانت قوة كبيرة من الشرطة الأسترالية طوّقت مقهى “لينت” في ساحة مارتن، فيما لا تزال راية سوداء كُتب عليه بالأبيض عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” موضوعة على إحدى نوافذه.

وتعتبر ساحة مارتن الوسط المالي لسيدني، وتضم الكثير من المباني المهمة بينها مكتب حاكم ولاية “نيو ساوث ويلز” مايك بيرد، والاحتياطي الفيديرالي الأسترالي، إضافة الى مصرف “وستباك” ومصرف “الكومنولث” التي أعلنت في رسائل أنها أغلقت لدوافع أمنية.

وكانت الشرطة الأسترالية أعلنت أن مسلحاً واحداً يحتجز عدداً غير محدد من الرهائن داخل المقهى، في حين قال مسؤول في شركة “لينت” للشوكولا، مالكة المقهى، إن حوالى عشرة موظفين موجودون فيه، إضافة إلى “30 زبوناً على الأرجح”.

غير أن الصحافي في القناة السابعة كريس ريسون الذي سمحت له الشرطة بالبقاء في غرفة الأخبار التي يستطيع منها رؤية داخل المقهى، قال إن عدد الرهائن 15 وهم من النساء والرجال من دون وجود لأطفال. وكتب على حسابه على “تويتر” “نستطيع رؤية المسلّح يجبر الرهائن على الوقوف ووجوههم إلى النوافذ، أحياناً لساعتين”.

ولاحقاً أظهرت لقطات تلفزيونية ثلاثة من الرهائن يركضون خارج المقهى قبل ساعة من هروب موظفتين في المقهى، وذلك بعد حوالى ست ساعات على بدء عملية احتجاز الرهائن فيه.

وكشفت القناة العاشرة في التلفزيون الأسترالي أن اثنين من الرهائن أبلغاها أن محتجزهم طلب لقاءً مع رئيس الوزراء توني آبوت، وقالت في تغريدة إن الرهينتين “أفادا عن وجود أربع عبوات اثنتان في مقهى لينت في ساحة مارتن، واثنتان في وسط الأعمال في سيدني”.

وأشار مصدر في مجلس الأئمة الوطني الأسترالي في تصريح إلى صحيفة “سيدني مورنينغ هيرالد”، إلى أن المحتجز طلب علم “الدولة الإسلامية” مقابل تحرير عدد من الرهائن.

ورفضت كاثرين بيرن، نائب مفوض شرطة “نيو ساوث ويلز” تحديد عدد المحتجزين داخل المقهى، لكنها قالت إن عددهم “لا يصل إلى 30”. وأكدت أن الشرطة تتفاوض مع محتجز الرهائن، لكنها رفضت التكهن بدوافعه المحتملة.  وقالت بيرن إن المقاربة التي تتبعها الشرطة تقوم على التعامل مع الوضع في شكل سلمي، مقرّة بأن الأمر “قد يستغرق بعض الوقت ولكن هذه مقاربتنا. وسنعمل خلال الليل إذا استمر الوضع على حاله وسنبحث في ترتيبات ليوم غد”.

ودعا رئيس الوزراء الأسترالي إلى اجتماع للجنة الأمن القومي التي تضم أعضاء الحكومة ومستشارين مكلفين القضايا الأمنية لمواجهة الوضع. وقال آبوت: “لا نعلم دوافع المنفذ. لا نعلم ما إذا كان يتصرف لدواع سياسية، ولكن بالتأكيد هناك عناصر في هذا الاتجاه”. وأضاف أن “هدف العنف السياسي هو إخافة الناس. أستراليا مجتمع مسالم ومنفتح وسخي. لا شيء ينبغي أن يغير ذلك. لهذا السبب، أطلب من الأستراليين أن ينصرفوا إلى أعمالهم الاعتيادية”.

وأعلنت حالة الإنذار القصوى في أستراليا، بعدما أعربت الحكومة عن قلقها حيال إمكان عودة مواطنين قادرين على شن هجمات، بعدما قاتلوا في صفوف تنظيمات “جهادية” متطرفة في العراق وسورية.

وأصدرت القنصلية الأميركية تحذيراً طارئاً للرعايا الأميركيين في سيدني، وحضّتهم على “البقاء في حالة يقظة قصوى واتخاذ الخطوات الملائمة لتعزيز أمنكم الشخصي”. وقالت الناطقة باسم القنصلية إن اثنين من الموظفين الأساسيين ظلوا بالقنصلية، ولكن كل الآخرين أعيدوا إلى منازلهم.

ويقاتل أكثر من سبعين أسترالياً في صفوف “الجهاديين” في العراق وسورية. وقتل عشرون على الأقل من هؤلاء مع تصاعد المخاوف من تطرف عدد متزايد من الشبان وإمكان شنهم هجمات لدى عودتهم إلى بلادهم.

واستنكر مجلس الأئمة الوطني الأسترالي الحادث، معلناً في تعليق أنه “يدين هذا العمل الإجرامي في شكل صريح”. وقال بيان مشترك أصدره مع مفتي أستراليا إن “مثل هذه الأعمال مدانة جزئياً وكلياً في الإسلام”، مشيراً إلى انتظار مزيد من المعلومات عن هوية مرتكبي هذا العمل ودوافعهم.