- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان: حركة دولية دون بركة رئاسية

Najat2014نجاة شرف الدين

إنشغلت الأوساط السياسية اللبنانية بلقاءات الموفدين الدوليين ، الذين زاروا لبنان تباعا وإلتقوا المسؤولين في محاولة لاستطلاع الأجواء ، في الوقت الضائع ، بغياب أي معطيات تشير الى قرب حصول تطورات في الإستحقاقات السياسية وعلى رأسها ملف رئاسة الجمهورية .
الموفد الرئاسي الروسي ميخيائيل بوغدانوف والذي حرص على لقاء كافة الأطراف السياسية قبل وبعد زيارته الى سوريا ، وهو على الرغم من إهتمامه بالملف السوري من خلال محادثاته ، إلا أنه أراد أن يقدم نفسه لاعبا في الداخل اللبناني أيضا ، عبر إعلانه عن دعم إستقرار لبنان وإنتخاب رئيس للجمهورية إضافة الى رسالته بدعم إعلان بعبدا . هذا التحرك الروسي ، الذي يأتي مواكبا لحركة موسكو الخارجية عبر إتصالاتها من أجل بداية البناء على حل سياسي للملف السوري ، والذي يبدو ان واشنطن ليست بعيدة عنه ، ولو أنه لا يزال في بداياته وسيكون مساره طويلا ، إلا أنه يحاول أيضا إستكشاف الأجواء في ضوء التمدد الإرهابي في المنطقة ومنها لبنان ، وهو الهاجس الذي يرافق المسؤولين الروس في لقاءاتهم في مختلف دول المنطقة .
فرنسا بدورها ، والتي سلكت الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار لشراء  الأسلحة للجيش اللبناني طريقها نحو التنفيذ ، تحركت بدورها في إتجاه لبنان ، عبر موفدها جان فرنسوا جيرو ، الذي وإن كانت جولته استطلاعية إلا أن أهميتها تكمن في ما سيتبعها من زيارات الى كل من المملكة العربية السعودية وإيران وموسكو لاستكمال التشاور حول الملف اللبناني الرئاسي . جيرو الذي نُقل عنه أن الإيرانيين أبدوا مرونة بالنسبة للاستحقاق الرئاسي معتبرين أنه  في حال حصول توافق داخلي فلن تتم عرقلته ، ركز في لقاءاته على طرح الرئيس التوافقي خارج الإصطفافات من الثامن والرابع عشر من آذار وبالتالي عادت العقدة الأساسية الى موقف العماد ميشال عون في أن يكون صانعا للرئيس وليس مرشحا .
حركة الموفدين واكبها زيارة أيضا للموفد الأممي  نائب الامين العام للأمم المتحدة يان الياسون لبيروت والتي شكلت  إهتماما دوليا بالحفاظ على الإستقرار في لبنان والدعوة الى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية  ، ولو أنها ركزت على ملف اللاجئين السوريين ، الا أنها تتزامن أيضا مع المسار الجديد الذي ركزت عليه الامم المتحدة مع مبعوثها الى سوريا ستيفان دو ميستورا من أجل هدنة في حلب والعمل على عودة الحوار السياسي بين النظام والمعارضة .
في المقابل ، حركة تواصل داخلي بين حزب الله والمستقبل يرافقها بداية حركة بين العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والذي زار الرياض للمرة الثانية في غضون شهرين ، من أجل البحث في النقاط المشتركة حول الرئيس .
صحيح أن عجقة الموفدين وإهتمامهم عكست إعادة وضع لبنان على خارطة الإهتمام الدولي ، ولو من باب الحفاظ على الإستقرار ، وصحيح أن التواصل الداخلي يعكس رغبة في التهدئة ولو من دون الحل ، إلا أن الصحيح أيضا أن  المسار السياسي سيدخل في إجازة الأعياد وما بعدها في انتظار عودة الحياة الى التواصل الدولي الذي يستطيع وحده إعادة حماوة الحركة الدولية ولو أن هذه الحركة ستبقى لوقت طويل من دون بركة حتى في الملف الرئاسي  …