- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«الربيع العربي» ولّدََ «السخط العالمي»

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

عام ٢٠١١ هو عام الشعوب العربية والربيع العربي. لا جدال في ذلك. فهو العام الذي يمضي محملاً بأثقال عوامل دخلت التاريخ وحرفته عن مسار ووضعته على مسار جديد… بانتظار عوامل جديدة. عام بدأ بربيع عربي وينتهي بمراقبين عرب يجولون في سوريا تلاحقهم عيون تراقبهم وتراقب عملهم وهم يبحثون عن الربيع في بلاد الشام… بانتظار ربيع في بلد آخر.

رغم طعم مرارة يصعب تفسيرها، إلا أنه عام شهد زوال ديكتاتوريات ديناصورية  وبان طفح حرية جميلة وكان مشهد من أهم  مشاهد التاريخ حيث ألهم الربيع العربي العديد من مواطنين العالم من نيويورك إلى ملبورن، من وول ستيرت إلى لندن ثم إلى تحت أسوار الكرملين وفي شوارع بكين وفي باريس كما في مدريد أو ميلانو، وفي كافة العواصم سار «الساخطون» ينددون بنظام عالمي متهاو.

الربيع العربي فتح سبيل السخط. المصارف تهاوت وزالت ثلوج الحربقة المالية وبانت أوساخ الديون. الأزمة المالية التي تجر ذيولها استقرت في واجهة هذا العام وتتحضر لوضع ثقلها على العام الجديد.

بين الربيع العربي والأزمة المالية الدولية روابط من الصعب عدم تبيانها. الربيع العربي قام وطرد ديكتاتوريات قبعت على صدور شعوبها مدعومة من قوى غربية تعامت عن أفعال الحكام  وتجاهلت فسادهم سعياً وراء أهداف آنية لاقتصادياتها من دون أالالتفات لتطور علاقاتها بشعوب المنطقة على المدى الطويل.

نفط رخيص كان مقابل التستر على فساد الحكام. تستر على الحكام كان مقابل محاربة السلفية. محاربة السلفية كان مقابل التسلح الغربي. التسلح الغربي كان مقابل العمولات للمستفيدين من الأنظمة الفاسدة. الاستفادة من العمولات والرشاوى كانت مقابل وضعها في المصارف الغربية. أموال في المصارف الغربية كانت مقابل الربح الريعي السريع. الربح الريعي السريع كان مقابل وأد الصناعات الوطنية. سحق الصناعات الوطنية يأتي مقابل استزلام المواطنين وتعميم الزبائنية. تعميم الزبائنية هو لسلب أصوات المواطنين ولعب كوميديا ديموقراطية. كوميديا ديموقراطية تسمح للغرب بتدليل الدكتاتوريات العربية وتقديمها لشعوبه. ،هكذا دواليك….

هكذا كان عام ٢٠١١ وما قبله فكيف يكون عام ٢٠١٢ ؟

هل يغير الربيع العربي وسحط الساخطين منهج العلاقات الدولية.

النمو المستديم ليس فقط في  شؤون البيئة، ولكن أيضاً في الشأن العام في العلاقات بين الدول والشعوب والحكام…ننتظره في عام ٢٠XX تفاءلوا بالخير تجدوه.

كل عام وربيع عربي مرحب به.