- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ميلاد مجيد للمسحيين وللمسلمين

BT 2015نقطة على السطر

بسّام الطيارة

عيد الميلاد هو عيد عائلي قبل أن يكون عيد ديني للمسيحيين… هكذا كنا نعتبره في لبنان قبل الحرب. قليل هو عدد المنازل في بيروت التي كانت تخلو من شجرة ميلاد ولو بسيطة تفرح الأولاد. كان هذا قبل أن تعصف الحرب الأهلية ببلاد الأرز.

عقلي وقلبي اليوم يذهبا نحو أخواننا المسحيين العرب في العراق وفي سوريا ولكن أيضاً في كافة أنحاء الوطن العربي. فشبح الجهادية الموتورة يخيم عليهم بشكل خاص، وإن كانت جرائم داعش والنصرة تطال أيضاً المسلمين بكافة مذاهبهم. الميلاد يعلن قدوم الشتاء وأخواننا المسيحيين العرب يعيشوه قشعريرة الخوف أكثر من قشعريرة البرد القارس. إنه خوف على مستقبلهم في بلادهم في أرضهم العربية.

بالطبع عندما يجلسون يرمون بذاكرتهم إلى الوراء إلى الأيام «السعيدة» في حضن أوطانهم رغم حكام مستبدين رغم تخلف أنظمة الدول التي عاشوا بها لم تفرق بين مسلم ومسيحي، فلا بد أنهم يبكون حالتهم اليوم وحالة أوطانهم التي حل بها وحش الهمجية الدينية. سيحسون بتغيير كبير. كما يحس المواطنون العرب. تغيير شبيه بزلزال ضرب الأمة العربية فغيرها وغير نمط حياة مواطنيها.

تغيرت الأمور اليوم. تغيرت كل سبل الحياة في لبنان وفي كافة الدول العربية، ولا نستطيع إلا أن نلحظ أن الملل والطوائف تقوقعت على نفسها وبعد حرب لبست رداء الطائفية في لبنان انتشر وباء الحروب المذهبية والدينية ليعم وينتشر كالنار في الهشيم ويأكل الأخضر واليابس وينشر الدمار والخراب لأجيال عديدة مقبلة.

هذا التغيير يدل إن لزم الأمر على «الأهداف» التي وقفت خلف الحرب اللبنانية والتي فتحت أبواب جهنم على العالم العربي من المحيط إلى الخليج.

لنعلق على شجرة الميلاد سبحة أهم الأحداث التي طالت عالمنا العربي منذ الحرب اللبنانية (١٩٧٥) ورسمت الخطة السوداء لما نحن عليه: كامب ديفيد وخروج مصر من الصف العربي١٩٧٧، وحرب اسرائيل على لبنان ١٩٧٨، والهجوم على الكعبة في المسجد الحرام ١٩٧٩، والحرب العراقية الإيرانية ١٩٨٠، وحرب اسرائيل على لبنان ١٩٨٢، في الجزائر أول ثورة شعبية ١٩٨٩، احتلال الكويت وحرب الخليج الثانية ١٩٩١،حرب اسرائيل على لبنان ١٩٩٦، احتلال العراق ٢٠٠٣،  حرب اسرائيل على لبنان ٢٠٠٦، انطلاق الحروب بعد الربيع العربي الذي لبس رداء جهادياً ٢٠١١ في اليمن وسوريا ومصر وليبيا، الحربين على غزة ٢٠١٢ و٢٠١٤.

ها نحن هنا . خلال اربعة عقود، مرّ على العالم العربي ما لم تشهده منطقة ولا قارة من حروب متتالية ومتشابكة. ولكن نظرة بسيطة تدل على أن هذه الحروب كلها بلا استناء لا تهدف إلا إلى تفكيك هذا العالم العربي إتنيا وطائفيا ومذهبيا ومللاً وعشائر.

أخواننا المسيحيون هم سابقون في المآسي ونحن اللاحقون لأن الوباء الذي يضرب عالمنا العربي لا يميز بين مسلم ومسيحي. رغم هذا ميلاد مجيد للجميع مسلمين ومسيحيين، ولنبق متضامنين مع بعضنا البعض.