- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان: طاولة حوار سياسي تخفي طاولة تقاسم مصالح

harinasبيروت – «برس نت» (خاص )
لماذا يدور حوار في لبنان بين الخصوم السياسيين بينما الأطراف الإقليمية التي تمسك بخيوط الأزمة اللبنانية  ما زالت معاركها حامية؟ سؤال بسيط يفرض نفسه إذ أن اللبنانيين يتعجبون حين يرون أن الصراع بين إيران والسعودية حول سوريا والنفط واليمن …  ولبنان ما زال مستعراً. فما الخبر؟
مصادر لبنانية مقربة من الطرفين تقول إن «مصالح لبنانية تحت سقف المصالح الإقليمية» فرضت الحوار الذي يقوده رئيس مجلس النواب نبيه بري.
المصالح اللبنانية هي أمور تتجاوز أفق تفهم الأطراف الإقليمية التي يصعب عليها الإحاطة بتعرجات زواريب السياسة اللبنانية اللصيقة بمصالح أمراء هذه الزواريب.
في شق «المستقبل» توجد كمية من الملفات «الاقتصادية المنفعية» التي بات يتحتم إعادة تدويرها للمحافظة على محاسيبهم في معظم المناطق اللبنانية. وفي مقدمة هذه الملفات استحقاقات تجديد عقد «سوكلين» و«أوجيرو» إضافة إلى اقتراب موعد «توزيع بلوكات الغاز» المكتشفة في البحر، إى جانب المفاوضات حول المناقصات للمجموعة مشاريع كبرى.
أما في شق «حزب الله» الذي يدرك حاجات تيار المستقبل وبشكل خاص التيار الحريري لتعزيز قبضتهم على مقاليد البلد الاقتصادية فهو يستعد لما يسميه البعض «مقايضة» مذكرين بما كان قائماً في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري. خلاصة هذه المقايضة : يترك حزب الله للحريريين إدارة شؤون البلد الاقتصادية مقابل الإمساك بقرار السلم والحرب. وفي نفس الوقت يستفيد بتنفيس الاحتقان المذهبي الشيعي السني.
وقد ساعد الزعيم الدرزي حزب الله في هذا السياق عبر تقديم مطالب تتعلق بلامركزية الخدمات في استهداف مقصود لشركة سوكلين للتنظيفات. فهو يطالب بأن يكون لكل محافظة/منطقة حرية طرح مناقصات الخدمات العامة، وهو ما يمكن أن يسحب بساط سوكلين من تحت أقدام الحريريين.
من هنا يشهد اليوم لبنان «طاولتي» حوار: واحدة ظاهرة أساسها سياسي يتداول اللبنانيون كل نقاط الحوار المطروحة عليها. وطاولة حوار خلف الكواليس خفية على المواطنين اللبنانيين يتم على بساطها تقاسم المصالح الاقتصادية السياسية بين القطبين اللبنانيين.
إلا أن هذا بدأ يسبب بعض التململ لدى البيئة الحاضنة للحزب الشيعي، إذ يصعب على مؤيدي الحزب فهم التنازلات التي يقدمها «حزب المقاومة» لتيار المستقبل، إلا أن مصدراً مقرباً من الحزب يقول بأن هذه الحوار «مفروض بحكم توازن القوى العام»، ويشرح بأنه في حين أن الحزب يمسك بالقوة العسكرية فإن الحريريين يمسكون بالقوة المالية الاقتصادية، أضف إلى أن الحزب يريد التمسك بالدوره الإقليمي ولو على حساب مصالح بيئته الشعبية الحاضنة:

السؤال الأخير الذي يطرحه اللبنانيون هو ما إذا كانت إحدى الطاولتين قد توصل إلى خواتيم الفراغ الرئاسي في لبنان؟ إن التوتر الظاهر لدى مراكز القوى المارونية يشير إلى أن المصالح لدى القطبين السني والشيعي تتجاوز مسألة التسريع بانتخاب رئيساً جديداً للجمهورية بانتظار طاولة إقليمية.