- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

#فيسبوك: «طوّعَ» العرب هذا الموقع فـ…

facebook_2بسّام الطيارة

فيسبوك موقع تواصل اجتماعي. هكذا هو تعريفه وهكذا أريد له أن يكون. أي أنه يقصر المسافات بين المشاركين والأصدقاء ويسمح لهم بـ«التواصل» عند بعد، وكذلك يسمح للمشاركين في مجموعات (عائلية أو مهنية أو صداقات اجتماعية) أن يتبادلون المعلومات الخاصة بالمجموعة، أو تبادل الأفكار التي يتشارك أفراد المجموعة الاهتمام بنوعيتها.

ماذا يحصل على «فيسبوكنا العربي»؟

يعتبر البعض أن فيسبوك هو «ألبوم صور». ينشر المشارك في هذه الحالة صوره أينما حل وكيف ما ذهب. لا يكتفي بصور رحلة مثلاً أو عيد ميلاد بل كل صوره بما فيها (خصوصاً السلفي). في بعض الأحيان نتعرف على كل عائلة المشارك  وعلى الجيران والسيارات والصالون وحتى في بعض الأحيان على ما يأكل ويشرب.

يعتبر البعض الأخر أنها وسيلة تواصل حديثة تغني عن الرسائل وحتى عن الرسائل الإلكترونية فـ«يعلق» على حائطه كل ما يود قوله لـ «المقربين منه ولكافة من يعبر أمام حائطه». من هنا نجد رسائل خاصة جداً معلقة على الحائط. نجد أيضاً «إعلاماً بوفاة» أحد الأقرباء أي ورقة نعي.

ردود الفل على الرسائل الخاصة هذه مضحكة للغاية في بعض الأحيان: ينعي أحد الأقرباء فيصله عشرات من … الـ«لايكات» أي أن هؤلاء «يصفقون» لانتقال الفقيد إلى مثواه الأخير. «لايك» في مفهوم هؤلاء هو «وصلني الخبر».. وكذلك الأمر بالنسبة للرسائل الخاصة.

ولكن كل هذا بات تقريباً وراءنا… الجديد هي مقاطع الفيديو و«النشرات الأخبار الخاصة».

مقاطع الفيديو باتت تحتل حيزاً كبيراً من فيسبوك العرب. أشخاص عديدون باتت لا تظهر أسماءهم إلا ملاصقة لقطع فيديو قد يكون مضحكاً أو مبكياً أو يثير الإعجاب أو الحيرة وفي غالب الأحيان يكون مركباً من شركات متخصصة للترويج الإعلاني غير المباشر. أي أن ما يصوره القاطع «ليس طبيعياً» بل هو أشبه بفيلم له إخراج ليثير فضولية رواد فيسبوك فيلتصقون بالحاسوب لرؤية «الخاتمة» فيتربح صاحب الفيديو من الإعلانات.

ما يعجبني أن بعض الرواد «لا شغلة ولا شاغل لهم» إلا البحث عن هذه المقاطع لـ«تمريرها» إلى الأصدقاء المشاركين لحسابهم (فرضها؟). مما لا يلاحظوه أيضاً هؤلاء  عودة بعض مقاطع الفيديو مراراً عبر تقاطع عدد الأصدقاء فيكررون ما سبق وشاهده الأصدقاء الذين يعيدون «تمرير» القاطع فيشاهده نفس الأصدقاء وهلم جرا إلى ما لا نهاية سلسلة الأصدقاء.

أما «النشرات الأخبار الخاصة» والمروجون لها فأقل ما يمكن القول هو انهم يعتبرون أن «أصدقاءهم» لا يقرأون أي صحيفة ولا يتابعون أي موقع إعلامي، فهم «ينسخخون ويلصقون الخبر» (بالطبع الذي إما يوافق أفكارهم أو يستفزهم) وينشروه وكانه من بنات أفكارهم من دون أي إشارة إلى مصدر الخبر أو الناشر الأول.

فيسبوك رجال السياسة خالية من أي مقطع مفيد ويبرر «آلاف اللايكات» ( التي هي عادة ليكات مدفوعة). ليس هناك أي منفعة إعلامية من متابعة معظم صفحات رجال السياسة في العالم العربي فهؤلاء «يخافون» الفضيحة في حال تحدثوا بخصوصياتهم ولا يتجرأون على أي تعبير سياسي ينتقل من دون ضوابط على شبكات التواصل الاجتماعي. ولكن توجد الكثير من الصور بحيث صفحات رجال السياسة (إن وجدت) تشبه فيترينة الصور فوق المدفأة.

بالمقابل يوجد بعض «البوستات» الجيدة والتي تلتقي مع أهداف فيسبوك الأصلية: منها شذرات أفكار يرميها البعض لأصدقائه تعبر عما لواعجه وأعن أفكار راودته، ومنها بعض أبيات الشعر التي يضعها في متناول متابعيه. في هذه الحالة فإن «لايك» يحمل معناه الأصلي أي «جيد جداً». بعض الصحفيين ينشرون أفكار مهمة جداً تحضيراً لمقالة أو لخبر سينشروه بعد ساعات أو سبق نشره في وسائلهم الإعلامية، وفي ذهه الحالة التشر على فيسبوك مفيد.

يوجد أيضاً بعض «المنبهين» الذي يطلقون تنبيهات حول حادثة معينة مثل معاملة قاسية لشخص ما أو مخالفة قانون أو حادث شاهدوه بأم عيونهم. مثل هذه البوستات مفيدة جداً…

بانتظار تحسن فيسبوك العرب كل عام وأنتم بخير.