- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

” لولا فسحة الأمل “

Najat2014نجاة شرف الدين

في نهاية كل عام تكثر القراءات والتحاليل حول التوقعات السياسية والإقتصادية ، في محاولة لدرس المؤشرات ونتائجها على المنطقة وتداعياتها على لبنان ، في ظل غياب أي إمكانية لتسويات جدية وفاعلة في الملف اللبناني المقفل نتيجة إرتباطه بحلول المنطقة وأبرزها الملف السوري والذي يبدو أنه سيبقى جرحه مفتوحا لفترة طويلة .

في قراءة الوقائع اللبنانية سياسيا  ، تنقسم آراء المراقبين في التحليل الى توقعات متناقضة ، فمنهم من يعتبر أن ما إنتهى إليه العام 2014 في فتح باب الحوار السياسي بين تيار المستقبل وحزب الله برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ، جاء بمباركة سعودية إيرانية ، كما أن باب الحوار المسيحي المسيحي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية سيبدأ مع بداية العام المقبل ليترافق مع الحوار الإسلامي الإسلامي ، وهو ما يمكن أن ينتج رئيساً  للجمهورية،  يُنهي الفراغ القائم في سدة الرئاسة منذ سبعة أشهر . هذه اللقاءات المحلية الداخلية تجري على إيقاع  المفاوضات الخارجية الإيرانية الأميركية  والتي ستستكمل خلال الأشهر الستة من العام 2015  مما سيزيد من إحتمال الإنفراج السياسي على مستوى المنطقة في ملفات العراق وسوريا ، ولو أن التسوية النهائية ستأخذ وقتا أطول . هذه القراءة المتفائلة نسبيا ،والتي تعتمد أيضا على الحركة الدبلوماسية الناشطة ، لا سيما الفرنسية عبر الموفدين الدوليين ،  بالرغم من عدم الذهاب بعيدا في الإيجابية عبر القول ، إن إنتخاب رئيس للجمهورية هي محطة في تسوية إدارة الأزمة وليس إنهاء التسوية الشاملة المتعلقة بالخلاف الفعلي حول النظام السياسي وإعادة تكوين السلطة والرؤية الواحدة للبنان وموضوع السلاح والسياسة الخارجية .
في المقابل ، هناك قراءة مختلفة ومتشائمة في قراءة الوقائع لبعض المراقبين ، والتي ترى في مسار الأحداث والتطورات الأمنية والسياسية ، أن لا تسويات في الأفق لأن الصراع الإيراني السعودي لا يزال قائما، على الرغم من بعض الخطوات التي يضعها المراقبون في إطار التهدئة فقط والحفاظ على الستاتيكو ، نتيجة دخول لبنان في أزمة المنطقة وإرتباطه بالملف السوري ، وتستبعد هذه القراءة أن يبقى لبنان بمنأى عما يحصل على حدوده ، مع وجود ملف النازحين الضاغط داخليا ، ومع دخول عوامل جديدة في الصراع وأبرزها ملف النفط إضافة الى تفاقم حدة الصراع الاميركي الروسي والحرب المستمرة على الإرهاب والتهديد المباشر لخاصرة لبنان من خلال منطقة عرسال والجرود وإحتجاز الرهائن العسكريين والخلاف الداخلي حول وجود حزب الله في سوريا ووقوفه الى جانب النظام إضافة الى ملف المحكمة الدولية والإتهامات الموجهة الى سوريا وأفراد من حزب الله  . كل هذه العوامل والمؤشرات تجعل من الصعوبة بمكان أن يحمل العام 2015 حلولا فعلية للأزمة السياسية القائمة ، وبالتالي فما يحصل لا يعدو كونه مسكنات تنتظر التطورات الخارجية وإنعكاساتها على لبنان سلبا أم إيجابا .
قراءتان متناقضتنان للوقائع يقف بينهما لبنان كما اللبنانيين ، ينتظرون ويعيشون على الأمل ، بأن يتم التوافق بين المحاور الخارجية ، الأميركية الروسية الإيرانية الخليجية التركية ، من أجل رسم المنطقة بعد سقوط سايكس بيكو على أيدي داعش ، وحتى ذلك الحين ، الذي كما يبدو ليس بالمدى المنظور ، ليس لدى اللبنانيين سوى الدعاء بالتوصل الى خواتيم سعيدة والتمسك بفسحة الأمل ، إذا ما وجدت …