- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عمى القوانين الدولية: هدية رأس السنة للإرهاب

BT 2015نقطة على السطر

بسّام الطيارة

أثبت تصويت «نهاية سنة ٢٠١٤» على مشروع قرار يطالب بانهاء احتلال دولة ما، هي اسرائيل، لأراض ليست لها، بأن كل ما يتعلق بهذه الدولة، التي هي اسرائيل، لا تنطبق عليه مبادئ القوانين الدولية.

مهما كانت تبريرات الولايات المتحدة واسترليا للتصويت ضد القرار وبريطانيا للامتناع عن التصويت لإسقاط القرار «من دون فيتو يفضحها ويفضح واشنطن»، فإن قراءة هذه النتيجة تقود فقط إلى خلاصة واحدة : لا أمل للفلسطينيين من القانون الدولي ولا من المنظمات الدولية.

إن ترجمة هذه الخلاصة على أرض الواقع وللأسف هي تبرير للعنف المتطرف. سيصفق المتطروفون وعلى رأسهم داعش والنصرة والقاعدة لمثل هذه القرارات التي تدعم نظرتهم «الجهادية» وتوجههم المعادي للديمقراطية وللقوانين الدولية لأن ما يدعو له الغرب من مبادئ لا يطبقها عندما يتعلق الأمر بفلسطين.

قبل ثورات ما سمي بـ «الربيع العربي» توجه باراك حسين أوباما إلى العالم العربي وجماهيره والمسلمين بخطاب من على منبر جامعة القاهرة ليقول لهم ما مفاده «لقد فهمناكم». ولكن في أول مناسبة وضعت واشنطن «فيتو» على قرار يطالب (فقط) باعتبار احتلال أراض بالقوة مخالف للقوانين الدولية (من دون ذكر الدولة العبرية) القرار ٦٤٨٤ الصادر في ١٨ شباط/فبراير ٢٠١١. وقبل ذلك تميزت واشنطن بوضع ثلاث مرات فيتو على قرارات حول الشرق الأوسط تذكر المسألة الفلسطينية (٢٠٠٤ القرار ٥٥٦٥ و٢٠٠٦ القرار ٥٤٨٨ و٢٠٠٦ القرار ٥٠٥١). يضاف إلى ذلك ٢٦ فيتو أميركي يحمي اسرائيل منذ تموز/يوليو  ١٩٧٣ (فقط) .

لا يجود أي تبرير للإرهاب الأعمى. ولكن ألا تود واشنطن أن ترى لمرة واحدة أن المسألة الفلسطينية والظلم الذي يصيب الفلسطينيين هو وقود الإرهابيين لكسب حشود تنظر وهي لا تصدق تصرف (تلاعب؟) أميركا مع القوانين عندما يتعلق الأمر بإسرائيل؟

ثم أضف إلى ذلك هل تظن أميركا بأنها تحمي حلم اليهود باسرائيل من خلال تشجيعها على التوطين والاستيطان في الضفة الغربية وعدم شجب احتلال أراض الغير بالقوة؟ الجواب هو لا على المدى المتوسط لأنه لن تعود هناك أراض لإعطائها لفلسطين وبالتالي سينطفئ حلم الدولتين… والنتيجة معروفة يكفي فقط الالتفات إلى … أفريقيا الجنوبية.

ثم أضف إلى ذلك هل تظن أميركا بأنها تحمي اسرائيل من خلال تعزيز التطرف في المنطقة العربية وفي العالم الإسلامي؟ الجواب هو لا على المدى الطويل.قرار الأمس الذي رفضه مجلس الأمن هو «هدية للإرهاب» الذي يدفع ثمنه العالم بأسره.