- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

#ليبيا: فرنسا تعمل على إنشاء قوة تدخل

libye

مقاتلة فرنسية إبان الحملة على القذافي

باريس – «برس نت»

أجلت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لجمع أطراف النزاع في هذا البلد حول طاولة مفاوضات للوصول إلى حل سياسي للأزمة التي تمزق ليبيا. ولكن يأتي هذا التأجيل على خلفية تحضيرات فرنسية لحملة عسكرية جديدة في ليبيا، وقد لوح لذلك وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان بتصريح قوي من نجامينا العاصمة التشادية. ويري الجميع في تصريحات لودريان مدخلاً لما تحضره فرنسا من عملية عسكرية للتدخل في ليبيا. هناك عدة عومل عدة تقف وراء التحضير الفرنسي لعملية عسكرية في ليبيا قد تأخذ طابعاً دولياً أو على الأقل إقليمي أي فرنسي بتغطية عربية. الأسباب منها سياسية الداخلية ومنها التي تعود للمصالح الفرنسية في المنطقة.
من الأسباب الداخلية بسبب تراجع شعبية فرنسوا هولاند. فمن المعروف أن أي عملية للقوات الفرنسية خارج الحدود تستجلب تأييدآً من المواطنين.  منذ وصول هولاند إلى قصر الإليزيه دفع بفرنسا لتخوض ٣ حروب :  في مطلع ٢٠١٣ تدخلَ في مالي لوقف تقدم الإسلاميين نحو باماكو ونهاية ٢٠١٣ تدخلت فرنسا في أفريقيا الوسطى وفي السنة الماضية أعلن مشاركة فرنسا في التحالف العربي الغربي ضد «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية، وتشارك طائراته في القصف اليومي في العراق لوقف تقدم داعش. وكاد يدخل حرباً رابعة لولا تراجع باراك حسين أوباما عن ضرب سوريا بسبب الكيميائي.
وحتى اليوم فإن الرأي العام الفرنسي يؤيد هذه الخطوات العسكرية. رغم أن الإعلام الفرنسي ينبه يومياً إلى أن العمليات العسكرية على ضرورتها في بعض الأحيان مثل محاربة الإرهاب، فإنها في  الواقع هي «هروب إلى الأمام» بالنسبة لهولاند الذي تراجعت شعبيته إلى الحضيض بسبب عجزه عن التصدي للأزمة الاقتصادية الضاربة بفرنسا وبسبب قوانينه الاجتماعية التي سببت شرخاً في المجتمع الفرنسي.
إذا التدخل في ليبيا يمكن أن يلبسه هولاند ثوب التصدي للإرهاب ولمنع وصول اللاجئين إلى شواطئ فرنسا وهو ما يمكنه من كسب بعض النقاط لدى الرأي العام.
أما الأسباب الخارجية التي تتجاوز تمزق نسيج الدولة الليبية فهي الإرهاب على أبواب أوروبا والخوف على المصالح الفرنسية في الساحل والجنوب الليبي.
التصدي للإرهاب يكون عبر منع المتطرفين من الإمساك بالأرض الليبية أي إيجاد ملاذ للإرهاب ,منطلق لهم على أبواب أوروبا. أما المصالح الاقتصادية الفرنسية المهددة في منطقة الساحل في مالي والنيجر حيث مناجم الأورانيوم التي تستغلها شركات فرنسية.  هنا يجب التذكير بأن فرنسا سبق لها وخاضت حرباً في تسعينات القرن الماضي لمنع القذافي من وضع يده على منطقة أوزو في شمال التشاد حيث توجد أيضاً ثروات معدنية. من هنا جاءت تصريحا لودريان من دجامينا العاصمة التشادية.
من المستبعد أن يكون التدخل أحادي الجانب من هنا تتحدث الأوساط عن محاولات تقارب بين فرنسا ومصر من أجل إيجاد تغطية عربية في حال عدم إمكانية قيام تحالف دولي تحت مظلة الأمم المتحدة. وقد يكون اجتماع الجامعة العربية اليوم حول ليبيا بداية لمحاولة بناء تحالف عربي غربي مثلما يحصل في العراق وسوريا. الفارق بين الحالتين أن أي تدخل اليوم في ليبيا يحتاج إلى مشاركة جزائرية التي تمسك بالمثلث الحدودي بين ليبيا ودول الساحل، والتي لا تريد أن يكون الدخل غربي من دون موافقة دول «الطوق المغربي».