نقطة على السطر
بسّام الطيارة
فرضت الحكومة اللبنانية إجراءات جديدة تقضي بحصول السوريين على تأشيرة دخول VISA.
غريب أمر من أصدر هذا القرار التعسفي والمخالف (أصلاً) لكل الاتفاقات الموقعة بين لبنان وسوريا منذ ما قبل عهد الوصاية وقبل الاستقلال وحتى يمكن القول «قبل التاريخ» منذ وجدت علاقة بين سكان جبل لبنان وسكان سهل الشام أي الشعب اللبناني والشعب السوري.
غريب أمر من أصدر هذا القرار وكأن اللاجئين السوريين الذين يأتون إلى لبنان يأتون للسياحة، أي عليهم تحضير «السفر» من VISA وما شابه أي تحضيرات…رحلة سياحية. ألا تدري السلطات اللبنانية أن هؤلاء اللاجئين «يهربون من الموت» مجبورون وغير مخيرون.
غريب أمر من أصدر هذا القرار وشدد على التفاصيل. صحيح أنه بإمكان هؤلاء اللاجئين الحصول على «VISA» على الحدود اللبنانية السورية ولكن هل نظر قليلاً إلى الناحية الإنسانية لمثل هذه الإجراءات. فالسوري القادم إلى لبنان ليس قادماً من المريخ أو من أميركا الشمالية أو من استراليا أو من آسيا الوسطى ولا حتى من تركيا هو قادم من سهول بلاد الشام قادم إلى حيث يجد عوناً في بلد يحتضن (لربما ؟ …لا بل حكماً) أفراد من عائلته أو أقارب… سبق لهم أن «لجأوا» إلى سوريا هم ,أبائهم ,أمهاتهم.
غريب أمر من أصدر هذا القرار هل نسي التاريخ؟ هل نسي أم تناسى أن سوريا استقبلت أعداداً هائلة من اللبنانيين إبان الحرب الأهلية (استقبلت من الفريقين المتقاتلين) وفي أوقات المحن أيضاً وآخرها في حرب تموز عام ٢٠٠٦؟ هل نسي هذا المسؤول «ربطات الخبز» التي كانت تقطع الحدود من سوريا إلى لبنان لتطعم أهل لبنان؟ هل نسي مسؤولون أعداد الطلبة والعاملين الذين استقبلتهم سوريا إبان الحروب اللبنانية المتعددة وفتح لهم السوريين أبواب بيوتهم فيما كان وطنهم لبنان فريسة تناتش الزعماء الطائفيين؟
أياً كان عدد النازحين السوريين في لبنان لا يمكن إقفال الباب أمامهم أيا كانت الظروف، إنه عمل مشين وغير أخلاقي. نختار السياسة التي نريد اتباعها حسب مصالحنا ولكن لا نختار الجغرافيا. يوجد شعبان مرتبطان بروابط عائلية ومصير شبه مشترك …سوريا ولبنان بلدان لصيقان بعضهما ببعض … حتى لا نقول أكثر من ذلك. تراجعوا عن هذا القرار المشين بحق اللبنانيين.