- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مجزرة «شارلي ايبدو» تضامن وطني ضد البرابرة

republicنقطة على السطر

بسّام الطيارة

ما معنى أن تصرخ «الله أكبر» وتقتل نفوساً بريئة؟ ما معنى أن تنتقم لنبي الإسلام  بنشر الموت بين أبرياء؟  الهجوم البربري الذي أصاب إحدى أعرق الصحف الفرنسية الساخرة أصاب فرنسا بالصميم وعكس التضامن الذي برز مباشرة اهتمام المواطنين الفرنسيين بحرية التعبير والصحافة. حتى بين الذين كانوا ينتقدون «شارلي إيبدو» بسبب انتقاداتها الساخرة ليس فقط من الإسلام ولكن من كل الديانات، وقفوا هذه المرة إلى جانب الصحيفة التي أصابها البراربة وقضوا على مجلس تحريرها عن بكرة أبيه بقتلهم ثمانية صحفيين من بين الضحايا الـ ١٢ رالجرحى الـ ٢٠.

البرد قارس في ساحة الجمهورية أي ساحة الحريات في فرنسا. مع ذلك بدأت تتوافد الجموع من الساعة الخامسة مساء واكتظت الساحة بمواطنين بدت الصدمة على وجههم من هذه البربرية التي وصلت إلى قلب العاصمة إلى هذو الوجشية التي أرادت أن تسكت بقوة الموت أصواتاً صحفية كاريكاتيرية. جموع غفيرة نساء ورجال وشباب وشابات وقفت بصمت رهيب حول تمثال الحرية. بعضهم أضاء الشموع والبعض الآخر همل أوراقاً تب عليها «نحن شارلي إيبدو». بعضهم عائد من العمل أو من الدراسة أو من البحث عن عمل… والبعض الآخر خرج من دفء منزله للنزول إلى الساحة الباردة.

وفي لحظة ما بدأ تصفيق خفيف من أيد خفية، ورويداً رويداً تعالت صوت تصفيق من كل أرجاء الساحة. لا سبب للتصفيق سوى الرغبة بإحساس جماعي بتعاضد وتماسك وحدة الموجودين المنددين بالبربرية. هدأ التصفيق رويداً رويدا… صرخ رجل مسن «حرية… حرية التعبير». تبعته امرأة مسنة بعيدة عنه عدة أمتار. تبعتهما مجموعة من الشابات قريبة منهما وفجأة بدأت الساحة كلها تردد ««حرية .. التعبير»، «حرية التعبير». هدأ الهتاف رويداً رويدا…

الجميع يقف من دون كلام . بعض الجموع تنظر إلى الأرض وآخرون ينظرون إلى تمثال الحرية وفي يدها مشعل مرفوع نحو السماء. وفجأة يعود التصفيق أو يعود الهتاف. الساحة سوداء الفلاشات تضيئ من حين لآخر في أيد مرتجغة.

البرد قارس. البرد يشارك الفرنسيين بتوديع الصحفيين والأبرياء الذين قضوا بسبب آراءهم، والساحة شاهدة على انتقال الشعلة من أيد غيبها المجرمون إلى أيد الجموع المتحلقة حول تمثال الحريات. مسار الحرية لم يتوقف والمجرمون يهرولون هروباً. ومسلمو فرنسا ينتظرون ردات فعل اللاشعور لدى إخوانهم بالمواطنة.