(رداً على الافتتاحية)
ارى تزحلقا ثقافيا سريعا في مقالتك الملتصقة بالتاريخ صديقي بسام. فمن التضامن مع الصحيفة التي تعرضت لاعتداء مدان قفزت بدون اي تبرير منطقي الى التضامن مع فرنسا . بالرغم من عدم موافقتي الكاملة على أطروحة الصديق عامر محسن حول اعتبار ما جرى مسالة داخلية فرنسو-فرنسية، الا انني ارى التضامن فعلا ابلها ان لم يقترن بالتنديد بسياسة فرنسا الراعي الرسمي للارهاب الإسلاموي وخالقه في الضواحي الفرنسية عبر تلزيمه لشيوخ السعودية وقطر، كما تعرف ونعرف كلنا. فمن يكون خارج التاريخ ؟ من يصر على منطق ” اسلام فرنسا” من اجل خلق ” العدو” ام من يطرح السؤال البدهي عن مسؤولية الاعتداء الحقيقية؟ نعم من أتى بالارهاب ” الاسلامي” هو هو، سواء بخارج فرنسا ام بداخلها. هذا الاٍرهاب لم يخلق من عدم. لقد تم العمل على خلقه من اجل استخدامه في تفتيت بلادنا وفي مقارعة الدول الصاعدة التي هي ايضا تتاثر بهذا النوع من الاسلام . فلا يمكن ان يكون من التاريخ من يدعونا الى التضامن مع خالق الاٍرهاب ومدمر خمسة كيانات عربية على الأقل حتى الان. لا يمكن ان يكون واقعيا من يأخذ من الحدث ظاهره ويتكلم لغة مثقفي ال”سياسيا صح” . فتقليد السيد لم يحرر عبدا في التاريخ. لماذا تريدنا ان نلعن الاداة فقط؟ تعال معنا الى التاريخ ولنلعن خالقها وممولها وناقلها ومستعملها والمستفيد منها. فلعن الاداة لن ينفع وإذا نفع يقوم صاحبها بتغييرها واستبدالها بأداة ثانية افعل فيما يكون جماعة التاريخ ما زالوا غارقين بتحليل الاولى. تماما كما يفعلون اليوم في تحليل الربيع العربي وثورته الديمقراطية.
مودت.
