- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الحل في سوريا: جنيف فـ.. القاهرة… فـ موسكو

200 ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﺘﻘﺩﻴﺭﺍﺕ ﺩﻤﺎﺭ الحرب على سوريابرلين – سعاد  صفا

يشارك أم لا يشارك؟ هذا السؤال التي يتوجب على هيئة التنسيق الإجابة عليه يحمل المعضلة قبل لقاء موسكو. والسؤال ليس مطروحاً بشكل حاسم نابع من أسس سياسية بل يعكس التباين الكبير بين مقومات الهيئة بشكل عام، أبرز أوجه المعارضة السورية في الداخل. التباين يعود إلى قناعة البعض بضرورة المشاركة من حيث المبدأ بينما قسم أخر يريد المقاطعة بعد أن رفضت موسكو الاستجابة لطلبات الهيئة. وهو ما ينعكس بقوة على نجاح أو فشل اللقاء برمته.

يشرح المعارض أن عاملين يقفا وراء عدم رغبة البعض بالمشاركة ١) معيار الدعوات التي وجهت وكانت «دعوات شخصية» ولم تكن موجهة لهيئة التنسيق كركن فاعل ومنظم بل لشخصيات. ٢) مسألة المسجونين من السياسيين المعارضين  في سجون النظام. ويشدد المعارض على أن معارضي المشاركة داخل هيئة التنسيق ما زالت قيد الدراسة بموازاة رغبة المشاركة بعكس قياديي الائتلاف السوري المعارض الذي رفض جملة وتفصيلاً الذهاب إلى موسكو واضعاً «شروط سياسية من الوزن الثقيل».

هذا الفارق بين موقف هيئة التنسيق والائتلاف السوري ينعكس على لقاء القاهرة المزمع عقده في ٢٢ من هذا الشهر والذي ينتظر أن يحمل معطيات جديدة قد تقود الهيئة التنسيق لمجاراة الائتلاف في مقاطعة لقاء موسكو. وبالمقابل يقف بعض المستقلين المدعويين في موقف مميز عن فريقي المعارضة. هذا وقد جمعت جنيف منذ ثلاثة أيام وفداً من هيئة التنسيق وبعض المعارضين لتنسيق المواقف بالنسبة للقاء القاهرة الذي يسبق لقاء موسكو، والذي حسب مصادر معارضة قد يجمع حوالي الـ ٢٠ شخصية معارضة معظمها مدعو للقاء موسكو، وبالتالي يمكن القول إن لقاء القاهرة ستحضن «الإجابة عن نجاح أو فشل اللقاء في روسيا».

ويدور في محيط اجتماع جنيف معظم اللاعبون الكبار في الملف السوري (أميركيون وروس) مع إضافة نوعية متمثلة برئيس مكتب وزير الخارجية المصري نزيه النجاري، ما يطرح سؤالاً حول الدور المصري والذي يقول أحد المتابعين أنه «مُسَهِل وليس مُعَرقِل».ويتابع بأن الأميركيين أيضاً يحملون «حتى الآن» موقفاً إيجابياً من لقاء موسكو في نوع من «دعهم يجربون لعل وعسى».

أما أجواء لقاء جنيف فهي عابقة بغياب الثقة المتبادلة بين أفراد هيئة التنسيق وممثلي موسكو، وغياب الثقة هذه تصيب شظاياها العلاقات بين المستقلين وهيئة التنسيق، إذ يعتبر أفرقاء هذه الأخيرة بأن موسكو تريد أن «تبني المعارضة انطلاقاً من شخصيات وليس من مجموعات سياسية منتظمة» وهو م يجعلها «تدلع» الشخصيات المستقلة على حساب هيئة التنسيق. أضف إلى أن الهيئة لا تريد «الخروج من تحت مظلة مسار جنيف» وإن هي تطالب بنوع من «جنيف جديد». تكون بداية مساره مبنية على بعض الترتيبات على الأرض مثل دعم خطة دي ميستورا لتجميد القتال في حلب ، أو إطلاق سراح المسجونينوتخفيف القيود على المعارضة «آلمدنية» الداخلية. وهنا يكمن بيت القصيد الذي يمسك بمصي لقاء موسكو وهو يقول إن كل هذه المطالب هي عد النظام في دمشق ولا تستطيع موسكو إلا أن تعد بـ«تسهيل» الأمور.