- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الشبكات الجهادية في بلجيكا

Capture d’écran 2015-01-17 à 05.22.31عمليات الدهم التي نفذتها الشرطة البلجيكية وتبادل إطلاق النار مع مشتبه فيهم في مدينة فيرفيي شرقي البلد إن دلت على شيء فهو أن المشكلة التي يواجهها البلد في التعامل مع المتطرفين الإسلاميين في  بلجيكا تعود إلى ظهور متطرفين إسلاميين تبنوا أفكار الجهاد قبل سنوات عديدة.

ويبدو اليوم أن معظم النشاط الجهادي في بلجيكا يتركز بشكل كامل حول شكبات جديدة إذ إن “المدرسة الجهادية القديمة” اختفت من واجهة الأحداث.

ففي حين أن بلجيكا لم تشهد سوى هجمات محدودة داخل حدودها، إلا أن الكثير من الجهاديين البلجيكيين شاركوا بقوة في أعمال العنف في أماكن أخرى. وفي هذا الإطار، فإن قتلة أحمد شاه مسعود الذي كان يقاتل حركة طالبان أي قبيل هجمات تنظيم القاعدة في سبتمبر/أيلول 2001 على الأراضي الأمريكية بدأوا رحلتهم في بروكسل.

وكذلك، فإن خلية بلجيكية تسمى “المجموعة المقاتلة الإسلامية المغربية” نهضت بدور مهم في الهجمات على قطارات العاصمة الإسبانية، مدريد في عام في عام 2004.

كما أن انتحارية تدعى مورييل ديغوك وهي بلجيكية تحولت إلى الإسلام أول امرأة غربية تنفذ عملية انتحارية في العراق في عام 2005.

تقول مصادر إن نحو 450 بلجيكيا سافروا  إلى سوريا والعراق من أجل المشاركة في القتال إلى جانب المجموعات الإسلامية المتشددة. ويُذكر أن هذا الرقم يعد مرتفعا جدا بالمقارنة مع الوضع في بلدان أوروبية أخرى، خصوصاً إذا ما قيس بعدد السكان في بلجيكا هذا البلد الصغير.

ويشمل هذا الرقم أولئك الذين أوقفتهم أجهزة الأمن البلجيكية قبل أن يتمكنوا من السفر، وأولئك الذين قتلوا في المعارك هناك، وأولئك الذين عادوا إلى بلجيكا، وأولئك الذين لا يزالون يعيشون في منطقة الحرب. (تشير التقديرات المتعلقة بفرنسا إلى أن نحو ٣٠٠٠ جهادي اتجهوا إلى سوريا والعراق، فيما تقول السلطات إن عددهم لا يتجاوز الـ ١٢٠٠).

وقد نهضت منظمة متشددة في بلجيكا تسمى “الشريعة من أجل بلجيكا” بدور مهم من أجل تجنيد مقاتلين. ويذكر أن الكثير من المقاتلين الذين نعرفهم لهم صلات بهذه المنظمة. ولا يبدو أن الجهاديين الذين قتلا في مدينة فيرفيي لهما علاقة بهذه المنظمة التي تنشط أساسا في الجزء الشمالي الهولندي من بلجيكا وفي بروكسل وليس في الجزء الناطق باللغة الفرنسية في والونيا.

ولم تثبت (حتى الآن) أي علاقة مباشرة بين هؤلاء الجهاديين في بلجيكا والمسلحين الإسلاميين في فرنسا الذين قتلوا 17 شخصا في باريس الأسبوع الماضي. ومعظم المقاتلين البلجيكيين هم من مواليد بلجيكا وإن هم ينحدرون من أصول مغربية.

وتتفاوت ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية إلى حد بعيد، وليس صحيحا أنهم جميعا اعتنقوا أفكارا متطرفة بسبب الحرمان أو بسبب ماض ملون بنشاطات إجرامية. وعدد البلجيكيين الذين تحولوا إلى الإسلام من بين هؤلاء الجهاديين محدود. ومن المثير أن العديد منهم نشأوا في أسر متعددة الإثنيات أو تم تبنيهم من الخارج، أو ممن يعانون أزمة بشأن الهوية وانتمائهم، وبالتالي يتبنون توجهات دينية متطرفة.

وتتخوف السلطات من عودة الشبكات القديمة التي تحاول اختراق الشبكات الجديدة الأكثر تطرفاً، وأفضل ممثال هو عبد القادر حكيمي الذي أدين في عام 2006 بصفته زعيم منظمة “المجموعة المقاتلة الإسلامية المغربية” والذي ظهر في الآونة الأخيرة في سوريا. كما أن أحد المتهمين وهو رشيد إبا يقاتل الآن في سوريا برفقة أعضاء في منظمة “الشريعة من أجل بلجيكا”.