- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هدد نصرالله بدخول الجليل فأتاه العدو في القنيطرة

Attwi Moammar 2014معمر عطوي

في المقابلة التي أجرتها معه قناة “الميادين”، مساء الخميس الماضي، ركز أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، على دور الحزب في الجنوب ووضع الجبهة مع العدو الإسرائيلي، وجهوزية عناصر المقاومة لأي اعتداء على جنوب لبنان، في إشارة واضحة إلى أن تدخل حزبه في سوريا لم يكن على حساب مهمته الأساسية التي وجد من أجلها وهي الصراع مع العدو التاريخي. كما كان تشديده على العلاقة الطيبة مع حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية “حماس”، رغم تناقض موقف التيارين من النظام السوري، يصب في هذا الإطار.

لكن السيد حسن الذي هدد العدو بأن تحرير الجليل سيكون هدف المقاومة الأول عند أي اعتداء صهيوني على لبنان، تلقى الرد الإسرائيلي قوياً هذه المرة من الشرق او الجنوب السوري، ومن منطقة القنيطرة القريبة من مرتفعات الجولان المحتل تحديداً. فقد سقط ستة شهداء للحزب في بلدة مزرعة الأمل في منطقة القنيطرة السورية، نتيجة قصف صاروخي من مروحيات العدو الإسرائيلي، بحسب بيان “حزب الله”. والمفارقة أنه في الوقت نفسه ومن ناحية الأراضي الفلسطينية المحتلة مقابل بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، قامت دورية للاحتلال مؤلفة من أربع آليات بإلقاء قنبلتين مسيلتين للدموع قرب السياج التقني على مركز الحدب التابع للجيش، فتسرب الدخان والغاز بإتجاه المركز المذكور، ما أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين بضيق تنفس، بحسب بيان الجيش اللبناني.

الواضح من هذه الاعتداءات أن العدو أراد إحراج نصرالله وحزبه الغارق في رمال متحركة في سوريا، من خلال حركتين، أو اشارتين، الإشارة الأولى جاءت لتؤكد أن جبهة الجنوب شبه نائمة ولا صحة لما قاله نصرالله عن جهوزية الحزب وعدم تأثر المقاومة الإسلامية بالتدخل في الحرب السورية، فقد تجاوز عناصر الاحتلال الخط الأزرق واعتدوا مباشرة على الجيش اللبناني ولم يكن أحد من المقاومة حاضراً أو جاهزاً للرد فوراً.

والإشارة الثانية تتعلق باستشهاد عناصر للحزب في الجنوب السوري، بينهم نجل الشهيد عماد مغنية، في رمزية واضحة إلى أن اغتيال الأب والإبن على أرض الشام يطرح تساؤلات حول مدى إخلاص الحليف في دمشق للحزب الذي عارض مجتمعه وشريحة واسعة من النخبة السياسية اللبنانية، للدفاع عن هذا النظام. خصوصاً أن الشهيد مغنية تم اغتياله في أكثر المناطق المفترض ان تكون آمنة، إذ أن كفرسوسة حيث استشهد “الحاج رضوان” هي عبارة عن تجمع مراكز للأمن السوري وتخضع لإجراءات أمنية صارمة.

والإشارة الثانية أيضاً تصب في اثبات عدم جدوى التدخل العسكري للحزب في سوريا، وإبراز غياب المصداقية لدى الحليف الذي تكبد “حزب الله” مئات القتلى والجرحى من أجل الدفاع عن وجوده واستمراره في السلطة.

أما الرسالة الداخلية التي أراد العدو ايصالها، فهي تتعلق بالانتخابات التشريعية المقبلة التي تجرى في 17 آذار. إذ أن تهديد نصرالله بدخول الجليل يزرع الرعب في قلوب المستوطنين الصهاينة فيحتاج الوضع إلى تصحيح رؤية أو تفنيد تصريح نصرالله من جانب سلطات العدو. لهذا كان لا بد من ضربة عسكرية قوية بهذا الحجم تنال من أحد قادة الحزب ومن نجل قائد رمز مثل عماد مغنية، لتؤكد للداخل أن تهديد نصرالله ليس في محله وأن غرق حزب الله في المستنقع السوري يطمئن الكيان الغاصب ويجعله يعتدي على الأراضي العربية سواء من جنوب لبنان أو من جنوب سوريا في عملية إرباك واضحة للمشهد في المنطقة في ضوء الفوضى الأمنية المتزامنة مع تسويات سياسية اقليمية ودولية تسير بوتيرة بطيئة قد يهيمن عليها الفشل.