- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ترجمة لابلانتين: “وثيقةً مرجعية في علم الانثروبولوجيا

الدكتورة حنان غازي توقع كتابها المترجم في مركز الصفدي الثقافيبيروت ــ «برس نت»

حفلت ترجمة كتاب فرنسوا لابلانتين “الخمسون كلمة المفتاح في الأنثروبولوجيا”، من الفرنسية على يد الدكتورة حنان غازي، باهتمام بالغ، حيث تمت مناقشته من مجموعة من الأكاديميين والباحثين، لبوا دعوة “مؤسسة الصفدي” للمشاركة في ندوة ثقافية بالتعاون مع “المركز الثقافي للحوار والدراسات”، في طرابلس.
الندوة، التي أدارها المدير السابق لمعهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية – الفرع الثالث الدكتور عاطف عطية؛ تخللتها مداخلات عن الكتاب، لكل من رئيس “المركز الثقافي للحوار والدراسات” العميد السابق لمعهد العلوم الاجتماعية في الجامعة الدكتور عبد الغني عماد، وأستاذ الفلسفة في الجامعة الدكتور مصطفى الحلوة.
من جهته، نوّه عطية بالدور الذي تقوم به “مؤسسة الصفدي”، لجهة تشريع أبواب “مركز الصفدي الثقافي” للأنشطة الفكرية والثقافية، ولاحظ أن الكتاب “يقارب فرعاً مهماً من فروع علم الإجتماع”. وأشاد عطية، الذي تولى مراجعة الكتاب لغوياً، بالجهد الذي بذلته غازي في ترجمته، معتبراً أنها وفرت من خلال هذه الترجمة قاموساً- مرجعاً  في مجال الأنثروبولوجيا، التي تدرّسها غازي في الجامعة.
كذلك أشار الدكتور عماد الى أن غازي “بذلت الكثير من طاقتها ووقتها خلال مسيرتها الأكاديمية الطويلة في سبيل تعزيز المكانة العلمية لهذا الإختصاص الذي لا تزال المراجع العالمية حوله مجهولة لدى العديد من الطلاب، بل وحتى الباحثين، نظراً لعدم توافرها أو غياب الترجمات لها”. وأبرز عماد “أهمية الترجمة التي تعتبر أحد مفاتيح النهضة والجسر الذي تعبر عليه ثقافة الأمم بعضها إلى بعض”. ثم تحدث عن طبيعة الكتاب وميزاته ومنهجية التحليل التي يتبعها، موضحاً أنه “مرجع ويعتبر من أهم الكتابات الأنثروبولوجية”. ورأى أن غازي “استطاعت أن تنجز ترجمة متقنة له، على الرغم من المصطلحات الصعبة والدقيقة، والأهم أنها أحسنت اختيار المادة، فأضافت إلى المكتبة العربية، عملاً محترماً وبجودة عالية”.
أما الدكتور الحلوة، فأدرج تجربة ترجمة هذا الكتاب ضمن “المحاولات التي تسعى إلى الإفادة من منجزات الفكر الغربي الذي سبقنا أشواطاً بعيدةً ، مسخِّراً تقنيات التواصل في اندفاعتِهِ العلمية والفكرية”، مشيراً إلى أن ناقلة الكتاب إلى العربية الدكتورة غازي، “تتوجه به.. إلى المثقف وإلى الطالب الجامعي في آن واحد، فيُفيدان منه، لجهة مقارباته المتمحورة على حول الثقافات البدائية”.
وأبرز أهمية “البُعد الإسقاطي لهذا الكتاب على واقعنا الراهن، أو ما يمكن تسميتُهُ البُعدُ التواصلي غير المنقطع زمانياً، إذ تتلمس فيه مجتمعاتِ اليوم كينونتها غير المنقطعة عن الكينونة التاريخية للإنسان، بل المغرقة عُمقاً في التاريخ”. ولاحظ أن غازي “بذلت جهوداً مضنية لإخراج باكورة أعمالها الترجميَّة إلى الضوء، فقدمت وثيقةً مرجعية في علم الانثروبولوجيا، بلسانٍ عربي مُبين”. وأضاف استاذ الفلسفة: “لم تعترضنا أية صعوبة في تقصّي المعاني حتى آخرها، وفي استيعاب مضامين المقالات الخمسين. وقد حسبنا أنفسنا نقرأ كتاباً وُضِع أصلاً بالعربية وليس بالفرنسية”.
وقبل أن توقع كتابها، شكرت غازي الحضور والمداخلين، منوهة بمؤسسة الصفدي التي ترعى الشؤون الثقافية في طرابلس والشمال وتعتبر من أهم دعائم نشر الثقافة والفنون”، على قولها. واعتبرت المترجمة أن “قراءة هذا الكتاب وتفصيلاته وإضافاته تسمح للقارئ بفهم مضامينه واكتشافها”. ولفتت إلى أنها عملت “على نقل الكتاب بدقة وأمانة، لما يقدمه للمثقف العربي، ولمحب المعرفة من معلومات وتحقيقات ميدانية، جمعها لابلانتين لدى المجتمعات البدائية، حول أشكال عيشها ومعتقداتها وطقوسها وتنظيماتها القرابية والاقتصادية والسياسية”.
وقالت: “أعتمد على هذا الكتاب في تأسيس طلابنا على مادة الأنثروبولوجيا، ووجدت حاجة ملحة إلى ترجمته لكي أسهّل عليهم قراءته وفهمه ، لما يحويه من تحليلات فلسفية وسوسيولوجية وانثروبولوجية، تقرّب في وجهات النظر بين الأنا والآخر، أو بالأحرى بين الإنسان الغربي صاحب النظرة الحضارية التفوقية وبين إنسان المجتمعات البدائية القبلية، وكذلك بين إنسان المجتمعات التقليدية التي تتشكل منها جذور حضاراتنا العربية”. واشارت إلى أنها سعت في هذه الترجمة “إلى اعتماد العديد من الشروح الإضافية والمكملة للمعلومات التي ذكرها الكاتب”.