- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حزب الله يفتح جبهة الجولان

najat-charaf-dineنجاة شرف الدين

منذ اللحظة الأولى للإعلان عن إستشهاد ستة من كوادر حزب الله وأحد قيادات الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد الله دادي على طريق مزارع الأمل في منطقة القنيطرة نتيجة عملية إسرائيلية  ، إتجهت الأنظار الى ما سيصدر من مواقف وردود فعل على هذا العمل من قيادات الحزب ولا سيما الأمين العام السيد حسن نصر الله ، الذي إلتزم الصمت مرحليا بانتظار إنتهاء فترة العزاء والتأبين للشهداء ودراسة الزمان والمكان المناسبين خاصة أن عملية الإغتيال للشهداء والتي نفذتها طائرات عسكرية إسرائيلية ، هي الأولى على أرض الجولان وتشكل تحولا في قواعد الإشتباك الذي كان يحكمه  على الأراضي اللبنانية  القرار 1701 ، على الرغم من الخروقات العديدة التي جرت للقرار جوا وبحرا وعمليات إغتيال كان آخرها للقيادي في حزب الله حسن اللقيس .
صحيح أن الحزب إلتزم الصمت في قرار الرد على هذا الإعتداء ، وصحيح أن العملية قاسية بالنسبة ليس فقط للمقاومة وإنما لإيران بفقدانها أحد كبار جنرالاتها من الحرس وهو قائد فيلق الغدير ،وهو بحسب بيان صادر عن الحرس كان في مهمة إستشارية لدعم الحكومة والشعب السوري لمواجهة الإرهاب والتكفيريين ،  إلا أن القرار بالرد جاء هذه المرة من إيران مباشرة ، ولو تكلمت باسم حزب الله ، حين أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي ” أن إنتقام مجاهدي حزب الله على العدوان الجوي الصهيوني في القنيطرة سيكون قاسيا ” . بالطبع لم يكن بروجردي وحده من عبّر عن ما سيقوله حزب الله أو ما سيقدم عليه ، بل تحدث عدد من المسؤولين الإيرانيين الذين إتصلوا بالسيد نصر الله مُعزين ، عن رد المقاومة على هذه العملية .
مما لا شك فيه أن الضربة الإسرائيلية بتوقيتها وحجمها كانت موجعة لحزب الله ، باغتيال هذه القيادات ومنهم محمد عيسى وجهاد عماد مغنية ، ومما لا شك فيه أن هذه الضربة التي وصفتها إسرائيل بالإستباقية ، أحرجت الحزب في وقت تسير فيه المفاوضات الإيرانية الأميركية بشكل جيد ولو بطيء وأصبحت قاب قوسين من توقيع الإتفاق ، إذا ما إستمرت الخطوات في الأشهر القليلة المقبلة ، إلا أن خطوة عدم الرد لن تكون سهلة بهذا الحِمل الثقيل من خلال الحرب في سوريا  ، وفي القيود الداخلية من فتح صفحة جديدة مع تيار المستقبل عبر الحوار وبالتالي فقرار الحرب والسلم خاضع في الأراضي اللبنانية لمندرجات القرار الأممي 1701 وليس بالسهل تغيير المعادلة القائمة ، والتي سبق أن خضعت لإختبار من خلال عملية المقاومة في مزارع شبعا في أكتوبر من العام 2014  والتي جاءت ردا على إغتيال خبير المتفجرات حسن حيدر في عدلون قبل شهر من العملية أثناء تفكيكه جهاز تنصت كشفته المقاومة  ، وهو ما جاء في بيان لحزب الله  تبنى العملية ، فحافظ الطرفان أي الإسرائيلي والمقاومة على قواعد الإشتباك والمعادلة القائمة .
في الجولان المشهد مختلف ، فلا قواعد تحكم الإشتباك ، ولا قرارات أممية تحدد قواعد اللعبة ولو بالحد الأدنى ، ومن هنا فالخيارات تأتي بالدرجة الأولى مبنية على قواعد سياسية إقليمية تحدد مسار الإشتباك وأهدافه وتوقيته ، ليكون وازنا في إستخدامه في التفاوض ، ومهما جاءت الآراء من المتحمسين للرد أو المتخوفين ، فالرد سيكون على إيقاع الحرب الدائرة في الإقليم ، وربما الإيجابية تكاد تكون الوحيدة في هذه العملية أن إسرائيل من قامت بها والشهداء سقطوا في عدوان إسرائيلي ..
ما قبل القنيطرة لن يكون كما بعده ، هكذا علق أحد المقربين من حزب الله ، وهو يشير الى قواعد جديدة بدأت ترتسم ملامحها ، وهو ما جعل إسرائيل تغلق المجال الجوي الإسرائيلي في الجولان أمام الطائرات المدنية إضافة الى العديد من الإجراءات الإحترازية . الخوف الإسرائيلي يقابله حسابات دقيقة لحزب الله في أرض جديدة،  حيث تماهت الحدود اللبنانية السورية وتحولت الى جبهة واحدة ، والرد ليس بالضرورة  أن يأتي من الأراضي اللبنانية لأن العملية نُفذت في الجولان وهي أرض سورية …