يرى اليابانيون أن خطف الرهينتين اليابانيتين هو من نتائج رغبة رئيس الوزراء كينزو آبي «الخروج» من الأرخبيل والمساهمة في عمليات «حفظ السلام» في العالم، وتعديله للدستور الياباني للسماح باستعمال القوات اليابانية في الخارج، وفي محاولة لنزع فتيل تذمر في الرأي العام الياباني من انعكاسات هذه السياسة، أكدت الحكومة اليابانية اليوم أنها لم تساهم في العمليات العسكرية في سورية، لتنفي بذلك الذريعة التي طرحها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) لخطف رهينتين يابانيين والتهديد بقتلهما. وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا إن “مساعدتنا ليس لها علاقة بالجيش، إنما هي عبارة عن مساعدات إنسانية للاجئين السوريين، وتستهدف تحسين الأوضاع في الشرق الأوسط”.
وكانت عملية الخطف قد تمت خلال زيارة رئيس الوزراء آبي إلى المنطقة حين كان يجري محادثات منفصلة مع نظيره الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس رؤوفين ريفلين. عقب زيارة احائط المبكى، وقبل أن يتوجه الثلاثاء الى الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس منهيا بذلك جولة في المنطقة استمرت ستة ايام بدأت بزيارة الى مصر والاردن.
وكان آبي قد كشف أن طوكيو تعتزم تقديم مساعدات للاجئين السوريين ومساعدات للفلسطينيين، وستقدم مساعدات بقيمة ٢٠٠ مليون دولار للدول التي تحارب تنظيم داعش.
فجاء الرد مباشرة من «داعش» الذي هدد بقتل الرهينتن. أحدُهما صحافي محترف هو كينجي غوتو جوكو، والآخر رجل أعمال هو هارونا يوكاوا. وكانا قد ظهرا في شريط مصوّر بثّه التنظيم وهدّد بذبحهما ما لم تدفع الحكومة اليابانية مبلغ 200 مليون دولار.
وفي التسجيل ظهر ملثم يرتدي ملابس سوداء ويلوح بسكين، وتوجه نحو الرأي العام الياباني وقال أعطيكم «مهلة 72 ساعة للضغط على الحكومة اليابانية لوقف دعمها لقوات التحالف»، ومبلغ الفدية المطلوب كان الرد السريعٍ على تعهّد اليابان«تقديم مساعدات غير عسكرية حجمها نحو 200 مليون دولار لدول الشرق الأوسط التي تحارب داعش».
وطلب وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا مساعدة فرنسا لتحرير الرهينتين. وجاء في بيان لوزارة الخارجية اليابانية أن كيشيدا الموجود حالياً في لندن اتصل هاتفياً أمس بنظيره الفرنسي لوران فابيوس، وقال له: “ترغب حكومتنا في التعاون مع فرنسا، خصوصاً من أجل تبادل معلومات بهدف إطلاق سراح مواطنينا سريعاً”. وأوضح البيان أن وزير الخارجية الفرنسي تعهد العمل “بالتنسيق الوثيق مع السلطات اليابانية للتوصل إلى حل في أسرع وقت ممكن”.