- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

#لبنان: بين المقاومة و… الجمعيات الخيرية

robertاليسار ليس جمعية مار منصور.  هناك بشر مخلبطة بين اليسار وجمعية مار منصور.
اليسار ليس جمعية خيرية. اليسار هو التقدمية. التقدم قد لا يكون التوزيع العادل في لحظة معينة بل تحرير الوطن اذا كان محتلا، واعادة توحيده اذا جزأوه، واعادة الانتاج الى اقتصاده اذا دمره أحد ما.
المشروع اليساري الجدي بمواجهة قوى المقاومة الحالية القرابية ليس في رفض المقاومة وتجنبها والذهاب الى مشاريع مار منصور الخيرية بل هو مشروع قيادة المقاومة ذاتها بإضافة المغالبة عليها. اي بطرح رؤية تشرح للناس مضمون الاحتلال بصفته احتلال ارض واقتصاد وسيادة قبل كل شيء. مشروع تحرير للارض وللاقتصاد. مشروع اعادة توحيد الامة واعادة توحيد كل اصحاب المصلحة في مغالبة الاحتلال وعدم الاكتفاء بمقاومته.
مشروع اليسار في هذه اللحظة بالذات لا ينحصر بتجميع “المعترين” والفقراء ضد ” حيتان المال”، ولا باحصاء ارباح بنك هذه الطائفة او تلك، فهي ر يوع على اي حال لا ارباح وهبها لهم الناهب الدولي كفتات مقابل نطرتهم لمصالحه ونهبه المنهجي. بل بالتصدي لمنظومة النهب الدولي والى جانب وبالتحالف مع جميع القوى، تقدمية أم لا ، التي لسبب ام لآخر تعمل على التصدي لها.
مشروع اليسار الحقيقي هو بلورة رؤية شاملة تبرهن بالممارسة ان الطائفة لا يمكنها ان تذهب بالمقاومة الى الافق المطلوب من الشعب العربي اليوم. فالاكتفاء بالمقاومة ( السلب) على ضرورتها القصوى، من دون مشروع مغالبة ( صورة بلادنا غدا) لن يقود شعوبنا الى مستقبل موحد واستقلال ناجز.
مشروع اليسار العصري، الآن بالذات وفي بلادنا، ليس في اثبات ان الطوائف طوائف وليس في اثبات ان الطوائف تخشى الصعاليك، فهذه امور لا تحتاج الى برهنة. بل في التصدي عمليا للتحديات الكبرى المطروحة.
نحن اليوم ، كوجود وكأرض وكموارد فوق وتحت الارض وكدول، موضوع هجمة اقليمية ودولية وطائفية تكفيرية محلية تستهدف ابتلاعنا واقتلاعنا. نحن اليوم مهددون باعز ما لدينا ولا نملك ترف مهمات مار منصور.
على اليسار واليساريين، اذا ما بقي منهم اثراً، أن يهبّوا الى مواجهة هذه الهجمة بما يملكونه من معارف وبما خزّنوه من تجارب عالمية ومحلية وبما يستطيعونه من بلورة رؤية شاملة للمأزق وبما وهبه الله لهم من قدرات على تجميع وتوحيد ” كل” اصحاب المصلحة في تحرير بلادنا وامتنا واقتصادها من منظومة النهب الدولية.