- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

#فرنسا: العلمانية طوق نجاة… بلقاسم

Olfa2015ألفة قدارة

البعض يعتبرها روح الشباب  وعنفوانه في حكومة فالس . والبعض الاخر يرى أنها صورة عن التعايش الفرنسي

.. إنها وزيرة التعليم في الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم ،أو أول امرأة تتربع على عرش وزارة التعليم في فرنسا .
نجاة بلقاسم – التي طالتها سابقا حملة عنصرية شرسة شنها اليمين الفرنسي المتطرف- ترى ان المدرسة هي بمثابة الجبهة الراسخة في مواجهة التحديات التي تواجهها الجمهورية.
هدف الحكومة الفرنسية الان بعد الاعتداء الإرهابي على صحيفة شارلي ايبدو ومحل كاشير هو تعزيز العلمانية والقيم الجمهورية من أجل منع تعرض الشباب للخطر واعتناق الأفكار المتطرفة. ويبدو أن خطة بلقاسم التي زارت اكثر من مؤسسة تربوية بعد الاعتداء الإرهابي لقيت صدى لدى حكومة فالس . فبحلول شهر يوليو المقبل سيتم تدريب ألف عضو هيئة تدريب إضافي بالمدارس في مختلف أنحاء البلاد، وتبلغ تكاليف العملية ٢٥٠ مليون يورو على مدى ثلاث سنوات.
هذه الإجراءات تؤكد حرص نجاة بلقاسم ومن ورائها حكومة فالس على حماية  المؤسسة التربوية من مظاهر التجييش والعنف والإرهاب .. الحماية الأمنية على أشدها والحصص التي خصصت للنقاش مع التلاميذ في كل المراحل العمرية أتت في أغلب الأحيان أكلها رغم أن الوزيرة أكدت أن حوادث متفرقة سجلت في مناطق مختلفة من فرنسا .
نظريا .. كل هذه الإجراءات مفيدة أما عمليا .. فهي لن تفضيَ إلى نتيجة إذا بقي أطفال الأحياء المهمشة بالمدن الفرنسية وبالضواحي على حالهم .
المدرسة والجمهورية لا ينفصلان .. نتفق مع الوزيرة ، ولكن نرى أن من واجب الحكومة أن تضمن لكل التلاميذ نفس فرص النجاح . فهل يتوفر ذلك في المؤسسات التربوية الفرنسية ؟
عودة سريعة الى موقع وزارة التعليم  يكشف لنا مثلا ان الدائرة السكنية التي يرجع اليها التلميذ تحدد مستقبله ومصيره فلا اختيار أمامه إلا ما يفرضه عليه موقعه الذي اختاره له أبواه . من هنا يبدأ الدرس الاول لمحاربة ارهاب القهر ….سيدتي الوزيرة ..
ملاحظة ثانية فرانسوا هولاند أعلن من منبر  معهد العالم العربي ان أول ضحايا الإرهاب هم المسلمون.. بل أذهب أبعد من ذلك أول ضحايا الإرهاب هم أولئك التلاميذ المسلمون في المؤسسات الفرنسية .. فأسماؤهم
وأشكالهم صارت تجلب الانتباه … وثقافة الاختلاف والتعايش الموجودة في فرنسا قد تتلاشى في ظل حكومة وزيرة صفقت لها الجالية العربية كثيرا … هذه الوزيرة التي قالت أمام البرلمان الفرنسي  متحدثة عن أسئلة التلاميذ بعد لقائها بهم  بعد حادثة شارلي ايبدو ‘ أسئلة كثيرة ” أسئلة لا تطاق ”
خطة نجاة فالو بلقاسم العلمانية ولا شيء غير العلمانية ولكن لا علمانية بدون إصلاحات جذرية تطال المدن والأحياء خاصة أن للوزيرة خبرة . فلقد شغلت منصب وزيرة الشباب والرياضة والمرأة وعلى دراية بما تعانيه كثير من المناطق الفرنسية من تهميش وإقصاء .