- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حرب أميركا … ضد الإرهاب أم الإسلام ؟

najat-charaf-dineنجاة شرف الدين

في مقابلة مع فريد زكريا عبر قناة سي أن أن الأميركية يوم الأحد الماضي ، رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما توصيف الحرب ضد الإرهاب على أنها حرب على الإسلام الراديكالي أو أي نوع من الحرب الدينية مُصراً على أن هكذا توصيف يُسيء الى الجهود للتخلص من الإيديولوجيات الراديكالية في المجتمعات الإسلامية . أوباما الذي ميّز بين أكثرية المسلمين  التي ترفض هذه الإيديولوجية قال ” مع أن الإرهاب يكلفنا كثيرا إنما لا يشكل تهديدا وجوديا  للولايات المتحدة أو العالم ” .
تركيز زكريا في سؤاله أوباما على طرح مسألة الإرهاب الإسلامي تأتي نتيجة النقاش الدائر في الولايات المتحدة والذي تصاعد مؤخراً بعد الهجمة الجمهورية على الرئيس الأميركي  وإنتقاده لرفض توصيف الإرهاب بأنه تطرف  إسلامي أو راديكاليين إسلاميين . محاولة إلصاق توصيف ديني على العمل الإرهابي وإعتباره ما يحصل بأنه حرب دينية ، حمل لوائها السيناتور الأميركي ليندسي غراهام الذي قال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز ” نحن في حرب دينية مع الإسلام الراديكالي ” وأضاف ” يزعجني أن رئيس الولايات المتحدة والمتحدث باسمه فشلوا في الإعتراف بأننا في حرب دينية ” .
الجدل الجمهوري الديمقراطي كان سارع إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ، حليف الجمهوريين والمدعو لخطاب في الكونغرس في 2 آذار المقبل ، وغير المرحب به في البيت الأبيض . نتانياهو الذي يستغل كل فرصة من أجل تقديم نفسه  شريكا للمجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب،  سارع الى توجيه رسالة تعزية الى نظيره الياباني شينزو آبي ، بعد قتل الرهينة الياباني أكد فيها ” أن أعمال القتل الشنيعة التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية تشكل تذكيرا مروعا بوجود حاجة الى أن تخوض جميع الدول الحرة كفاحا موحدا وغير قابل للمساومة ضد الإرهاب الإسلامي ” وأضاف ” إن هذا الإرهاب الإسلامي يجتاح الآن الشرق الأوسط والعالم كله ” .
الحرب التي يخوضها التحالف الدولي ضد داعش ، ويشارك فيها مختلف الدول ومنها الإسلامية من أجل إحتواء التمدد الداعشي ، حيث أقدمت داعش على إعدام العديد من الإسلاميين من خلال عمليات الخطف والقتل ، وهو ما حاول أوباما في حديثه التركيز عليه عبر التمييز بين الإسلاميين المعتدلين ومنهم حلفاء اميركا والإرهابيين . دخلت هذه الحرب في الحملات  الدائرة على المستوى السياسي إن بين أوباما وخصومه الجمهوريين أو بين أوباما وحليفه اللدود نتانياهو أو حتى محاولة نتانياهو لإستخدامها في حملته الإنتخابية .
صحيح أن الإرهاب له أشكال عديدة وقد عاش العالم في مراحل متعددة من تاريخه أنواع مختلفة من العمليات الإرهابية وغير المرتبطة بدين ، وصحيح أيضا أن هجمات إرهابية عديدة شهدتها أوروبا وأميركا من أشخاص ليسوا إسلاميين ، إلا أن الصحيح أيضا أن الغرب والأميركيين بالتحديد يتأثرون بالحملات الدعائية والنقاشات التلفزيونية التي تربط صورة الإسلام بأعمال إرهابية .
الإرهاب والإسلام  نقاش طويل يتصاعد ويتراجع تبعا للتطورات ، إنما هذه المرة مرتبط بالحملة التي يقودها الجمهوريون على أوباما ويكفي أن نقرأ عما أحدثه  عرض فيلم ” American Sniper ” أو القناص الأميركي من ضجة نتيجة ردود الفعل والإعتداءات التي تعرض لها مسلمون أو محجبات ، لنعلم مدى تأثير الصورة النمطية التي يمكن أن تُلصق بأفراد أو جماعات …