عبر صحفي قناة الجزيرة الاسترالي بيتر غريست أمس الاثنين عن ارتياحه الشديد بعد الإفراج عنه في مصر وأشار في مقابلة مع القناة إلى أنه يشعر “بقلق شديد” على زميليه اللذين لا يزالان محبوسين هناك.
وقال مسؤولون أمنيون إن السلطات المصرية أفرجت عن غريست يوم الأحد بعد أن أمضى 400 يوم في سجن بالقاهرة. وكان قد حكم عليه بالسجن سبع سنوات بتهم شملت مساعدة جماعة إرهابية في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وفي أول تصريحات بعد الإفراج عنه قال غريست “إطلاق سراحي بمثابة ميلاد جديد.” وسيبقى غريست في قبرص أياما ثم يغادرها عائدا إلى بلاده.
ولا يزال المصري الذي يحمل الجنسية الكندية محمد فهمي والمصري باهر محمد في السجن. وحكم على الثلاثة في يوليو تموز بالسجن سبع سنوات لإدانتهم بنشر أخبار كاذبة عن مصر ومساعدة جماعة إرهابية. وحكم على باهر محمد بالسجن ثلاث سنوات إضافية لحيازته ذخيرة دون تصريح.
وتقول السلطات المصرية إن قناة الجزيرة بوق لجماعة الإخوان المسلمين التي أطاح بها الجيش من الحكم عام 2013 عندما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قائدا للجيش بعد احتجاجات حاشدة على حكمها.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في صفحتها على فيسبوك إن غريست أفرج عنه بمقتضى قرار بقانون أصدره السيسي في نوفمبر تشرين الثاني يسمح له بتسليم المتهمين والمحكوم عليهم الأجانب لمحاكمتهم أو قضاء العقوبة المحكوم عليهم بها في بلادهم.
ويقضى القانون بأن يتم الإفراج بناء على مذكرة من النيابة العامة يوافق عليها مجلس الوزراء.
وقال غريست إنه إذا كان الإفراج عنه أمرا طيبا فإن من حق زميليه أن يفرج عنهما. وأضاف أنه اكتشف أن هناك أمرا بالإفراج عنه قبل تنفيذ الأمر بساعة واحدة.
وقال غريست “لم أكن أتوقع هذا على الإطلاق… لا أستطيع أن أقول لكم الإحساس الحقيقي بهذا الخليط من الانفعال بين إحساس حقيقي بالارتياح والإثارة وكذلك ضيق حقيقي لأني سأقول لزميلي إلى اللقاء.” ووصف غريست زميليه بأنهما “أسرة” له.
ودعا غريست إلى الإفراج عن محمد فهمي وباهر محمد الذي قال إنه كان أكثرهم معاناة في السجن بعد أن فاته الاحتفال بأول مولود له. وقال مسؤول أمني يوم الأحد إن من المتوقع الإفراج عن فهمي وترحيله إلى كندا خلال أيام.
وقال غريست “بالنسبة لمصر هذا خطوة كبيرة إلى الأمام وآمل أن تمضي مصر على هذ الطريق قدما وتفرج عن (الاثنين) الآخرين.”
وسئل عن أحب ما يريد أن يفعله بعد الإفراج عنه فقال “مشاهدة غروب الشمس لعدة مرات. لم أشاهد ذلك منذ وقت طويل جدا.. وأن أشاهد النجوم وأن أشعر بملمس الرمال تحت أصابع قدمي. الأشياء البسيطة.”
وأضاف “أنت تعرف أن هذه اللحظات القليلة الجميلة في الحياة هي التي لها قيمة حقيقية وكذلك قضاء وقت مع أسرتي بالطبع. هذا هو المهم وليس المسائل الكبيرة.”
وقضت محكمة مصرية يوم الاثنين بإعدام 183 من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين المحظورة لإدانتهم بقتل ضباط شرطة عام 2013.