لا أريدُ هَذِه اللغة لنا و لا أيّ واحدة من كُلِّ الأبجديات، لا أريدُ أحرفاً مرصوفةً تحتفِظُ في ملافظِها ببعضٍ مما يغصّ به صدري من زفرات…
هل تدركُ ما أصعب أن يكونَ الشعورُ حصاناً جامحاً و متوحشاً كصباحٍ برّاق فوقَ منحدرٍ عميق و تخونه المصطلحات؟
كيف يدوّنُ المحبون شوقَهم بدونِ الكلمات، بدونِ العلامات السود التي تمسخُ وجهَ الصفحات؟
كيف أحررُ اللا من نفيها و أمسّدُ بطنَ جيم الجمالات و هذه الزين المنسابة يا زين لا أريدُها أن تنتهيَ على سطرِ المسافات…
أريدُ لنا وقعٓ خطى و خيالات
و كؤوس نبيذ و نقرات
و حفيف لا ينضب أصيغُ به شعري إليك
أريدُ حرير و سكر و طيبات
و ندى و ياسمين أدلقُ منه عشقاً عليك
أريدُ لنا عزفَ كمانٍ لا ينتهي و نوتات إن تراكَ تهوي عندٓ قدميك…