- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

خندق الذين يواجهون البربرية المعاصرة

robertصعلوكيات
روبير بشعلاني
الرأسمالية المالية العالمية عندما تدخل بمأزقها البنيوي لا تتورع عن استخدام الدواعش والحز والإحراق. من اجل الحفاظ على وجودها تتحول الى وحش كاسر.
الوقوف بوجهها وبوجه وحشيتها ، فضلا عن كونه ضرورة نباتية، وجودية كما نرى، هو نضال طبقي ايضا لهواة النوع ممن يظنون ان النضال الطبقي في بلادنا يقتصر على بعض الفئات الاجتماعية المحلية.
ان من يخجل من ” التقاطع” مع القوى التي تواجه بدماء ابطالها هذه الهجمة البربرية يرتكب خطيئة تاريخية بحقه اولا لكن بحق الكادحين الذين يظن انه يدافع عنهم.
النضال الطبقي في البلاد التابعة يكون ضد القوى التي تسلم نفسها للمستعمر وتصبح أداته الطبقية في عملية النهب المفتوح.
وهذا أيا تكن هوية القوة الاجتماعية الفكرية او العقائدية او حتى أيا تكن أهدافها الخاصة وراء نضالها ومواقفها.
ان موقف الحياد بحجة ان موضوع الصراع ليس موضوعنا هو قمة الحياد الإيجابي ودعم غير مباشر لقوى النهب الخارجية التي لا تمثل بالتشكيلة الاجتماعية الملموسة غير الطبقة المسيطرة الحقيقية. والحياد بالتالي هو موقف طبقي،نعم، لكنه داعم للطبقة الحاكمة. انه موقف رجعي ضد التاريخ يعادل برجعيته سلوك داعش واخواتها من الاخوان وغيرهم.
الحياد موقف خطير بنتائجه المستقبلية لانه يترك الصراع لقوى لا تعي اغلب الظن حقيقة علاقات الهيمنة الدولية الطبقية ، وإذا وعتها فإنها لا تملك رؤية لبديلها حتى في حالة نجاحها.
الانسحاب من الصراع اليوم عدا عن كونه غباء حياتيا عاديا فإنه خطأ استراتيجي اذ يحرم شعبنا العربي من مشروع ورؤية ومن جسم توحيدي يتيح امكان توحيد كل اصحاب المصلحة حول صورة بلادنا غدا. بدلا من تركهم يتصارعون ويتقاتلون حول هوياتهم.
او نُحرَق اليوم او نَقف في خندق الذين يواجهون البربرية المعاصرة.