- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الإساءة للإسلام: بين كاريكاتور وحرق انسان

Olfa2015ألفة قدارة
أيهما أكثر إساءة للإسلام : رسم كاريكاتور في جريدة لم يكن البعض يسمع عنها شيئا ..أم  من يحرق شخصا باسم الدين ..كيف لمن يغضب بسبب رسم كاريكاتوري فيه تجسيد للنبي صلى الله عليه وسلم أن يسمح لنفسه بارتكاب معاصي نهى عنها نبي المسلمين ؟
الرسم الكاريكاتوري أساء لرمزية الرسول، وهذا يسيء للمسلمين الغيورين على دينهم ونبيهم .. وقد هبت الملايين إلى الشوارع للتعبير عن السخط والغضب من هذه الرسوم .. حتى أن بعض الفرنسيين تساءلوا هل يعبدون الله أم الرسول محمد ؟
سورة الفاتحة تجيب عن بعض هذه الأسئلة ففيها يقول الله تعالى : إياك نعبد وإياك نستعين ( الفاتحة ٥ ) وفيها اعتراف صريح أن الانسان عبد لله لا يعبد أحدا سواه ولا يتوجه بمحبته ورجائهم وصلاته ونسكه  وجميع عباداته  الا لله وحده ، لا يشرك به احدا . ولا يستعين على قضاء حوائجه وإجابة دعائه إلا  بالله.
ردة فعل المسلمين هذه إزاء رسم كاريكاتوري  في جريدة مغمورة استمرت أسابيع .. أما صدمة مشاهدة شريط حرق معاذ الكساسبة حيا فلم تحرك بعد ما بقي من إنسانيتنا .. وقبل معاذ كان الفلسطيني محمد ابو خضير وشهداء رابعة وأطفال سوريا وليبيا .. والقائمة تطول في هذا الزمن الذي عاثت فيه المخابرات الاستعمارية فسادا في الأوطان العربية بمساندة الأنظمة المستبدة الجائرة.
وبقطع النظر عن تركيبة داعش ومن يقف وراءها، قراءة سريعة لشريط حرق الطيار الأردني تكشف أن صور معاذ اختلطت أثناء عملية المونتاج بصور جثث لأطفال وشباب يفترض أن القصف الذي شارك فيه الكساسبة مع قوات التحالف أودى بحياتهم فيها . ورافقت الصور موسيقى تم انتقاؤها بعناية كما لا ننسى الاسم الذي أطلق على العملية وهو شفاء الصدور … إن الاستفادة من الصورة وسلطتها لكبير إلى درجة أن الشريط المسجل  يعمد إلى استحضار روح الثأر لدى شريحة كبيرة من المشاهدين .. بل إنه يقلل من بشاعة هذا الاجرام  ..
بعض الشباب الذين تأخذهم الحماسة والاندفاع قد يخترقهم هذا الشريط اختراقا ، فيتعاطفون تعاطفا يفوق بكثير عدد المنددين بهذه الجريمة النكراء .. أكبر دليل على ذلك هو هذا البعد الذي أخذته النقاشات بعد بث شريط الحرق : هل الحرق حلال أم حرام ؟ ولماذا الحرق لا الذبح ؟ وهل يعتبر معاذ شهيدا أم لا ؟
ولكن مالذي يهدف اليه التنظيم من شفاء الصدور ؟
هذا التصوير العالي الجودة والإمكانيات الكبيرة التي كشفها شريط الحرق غايته توجيه رسالة ترهيب للعالم بأسره وبث الذعر في نفوس أعداء التنظيم وردعهم، ولعمري إن هذا هو الهدف الرئيسي  من  حرق الطيار ..
قد يكون تنظيم داعش شفى صدور أتباعه بحرق جسد معاذ ، ولكن ما أقدم على فعله  لن يزيد إلا ما يجتهد الغرب في إلصاقه بالمسلمين من صفات كالوحشية والعنف .. ولن يزيد إلا في رفع ما يسمى بالاسلاموفوبيا في الغرب ..
استشرت داعش في جسد الأمة العربية  كالسرطان ونخرته على مرأى ومسمع الجميع ، فتعددت الطرق وكان الموت على سنتها واحد … لكن لنتذكر أن أمريكا اجتاحت في يوم ما بغداد لتطيح بصدام باعتباره ديكتاتورا .. أما الخليفة البغدادي فلم تقرر بعد اجتياحه .. هي تقصفه فقط أو قل تقصف بجانب مواقع -قد يكون فيها -بمساعدة عربية ، وعلى أراض عربية ،وبابناء العرب أنفسهم .
نعم .. كم هي مسيئة تلك الرسوم الكاريكاتورية بل مستفزة ولكن الحرق باسم الدين مسيء كذلك …