- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

#داعش النصرة والأنظمة والمعادن النادرة

BT 2015نقطة على السطر

بسّام الطيارة

نشرات الأخبار تتوالى الواحدة تلو الأخرى. نحن في باريس. قد نكون في أي عاصمة أو مدينة غربية أخرى، تتابع الأخبار متماثلة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط والبلدان العربية: داعش والنصرة والذبح والقتل والقصف في سوريا وليبيا، بعض الصور عن اليمن ، حديث عن حقوق الإنسان مع إشارة إلى مصر والسعودية أو المغرب والجزائر ولفتة حول تونس.

عنوان عن ريبورتاج في نهاية النشرة يثير الانتباه: ١١٥ مليار دولار في كل كيلومتر مربع. بالطبع مثل هكذا عنوان لا بد أن يجلب اهتمام المشاهدين. أين؟ لمن؟

أين؟ المكان هو في قاع المحيطات توجد براكين (على ما يبدو) تحوي الأطنان من المعادن الثمينة ذهب وفضة والمعادن الأرضية النادرة (مثل السكانديوم، الإتريوم، واللانثانيدات و السيريوم) وهي مواد اعتبرت «نادرة» وباهظة الثمن بسبب قلة الأماكن التي كانت تستخرج منها في السابق…أي  قبل اكتشاف ما تحويه القشرة الأرضية … تحت مياه المحيطات.

إذا كانت استعمالات الفضة والذهب أي التبرج والزينة والمفاخرة معروفة وكانت مرتبطة بمبدأ «الثراء» منذ أقدم العصور، إلا أن المعادن النادرة هي اليوم (وقبل النفط) ثروة المستقبل ووقود التطور والنمو الصناعي والتقدم العلمي. من دون هذه المعادن لا وجود للحاسوب ولا للهواتف الذكية ولا لأيتكنولوجيا متقدمة.  من هنا الصراعات الخفية على المعادن النادرة بين الغرب والصين وبين الغرب وروسيا. من هنا السباق نحو القطبين الشمالي والجنوبي من هنا السباق للسيطرة على الممرات المائية حول العالم للوصول إلى المحيطات.

لمن؟ الجواب هو لمن استطاع الوصول إلى هذه الأماكن في قاع المحيطات. أظهر الريبورتاج المذكور أعلاهغواصة فرنسية بشكل روبوت أصفر اللون يعمل تحت المياه على عمق ٣٠٠٠ متر جارفاً قاع المحيط الأطلسي لاستخراج ما هب ودب من تلك المواد. وأشار أيضاً إلى أن الأميركيين يعملون من جهتهم في أماكن مختلفة من المحيطين الأطلسي والهادي وكذلك ألمانيا وبريطانيا واليابان وكندا واستراليا وبالطبع الروس والصين وإن لم يشر إليهما.

لم يذكر الريبورتاج أن «داعش» تنقب عن المعادن النادرة أو النصرة أو القاعدة كان مضحكاً ولو فعل. كما أنه لم يذكر أي دولة عربية. هذه الدول غائبة عن التقدم غائبة عن «الحضور على الكرة الأرضية». شعوب هذه الدول تناضل فقط للبقاء ولعدم الزوال.

بعكس النفط والثروات الأرضية لم يتم تحديد «سيادة» للمحيطات الخمسة (فهي تغطي ما يقرب من ٧١٪ من سطح الأرض وتحتوي على ٩٧٪ من مياه الأرض) بل قيل بأن السيادة مفتوحة أي ما يسمى أعالي البحار أو المياه الدولية هي مناطق المحيطات تقع خارج سلطة أي دولة،وتبدأ بشكل عام على بعد  ٢٠٠ ميل بحري من سواحل الدول المتاخمة للمحيطات.

قد تبدو فكرة «غياب السيادة» فكرة «جيدة وكريمة» تجاه الإنسانية، ولكنها تعني أولاً وأخيراً أن ثروات المحيطات هي لمن يستطيع الوصول إليها لاستغلالها. وبالطبع هذا يعني أن بضعة دول فقط لا يتجاوز عددها عدد أصابع يدتين هي التي ستستغل وتسيطر على هذه المعادن الثمينة على مناجم الذهب والفضة ولربما على منابع النفط المتواجدة حكماً في القاع. هذه الدول ستتمكن من الهيمنة على مستقبل تطور الدول الأخرى تعطيها ما تشاء وتحجب عنها ما تشاء.

أين داعش والنصرة والقاعدة والأنظمة العربية والإسلامية من هذا الخبر؟ هل يحمل أي منها هدف الترقي والعلم حتى يكون لـ مليار و٦٠٠ مليون مسلم وعربي دوراً في مستقبل الكرة الأرضية ؟