- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

محادثات مينسك: الفرصة الأخيرة قبل حرب أوروبية

Capture d’écran 2015-02-11 à 08.30.28باريس – بسّام الطيارة (خاص)

في حديث خاص مع «برس نت»، قال سفير أوكرانيا في باريس «أولغ شامشور» (Oleg Shamshur) إن أي اتفاق قد يحصل في مينسك يجب أن يقوم على أساس «انسحاب القوات الروسية من شرق أوكرانيا وتأمين الحدود المعترف بها في الشرق» وتابع، وبعد ذلك يمكن الدخول في التفاصيل أي «إعطاء المناطق الشرقية المزيد من اللامركزية». ورداً على سؤال «هل يشمل الانسحاب القرم»، لم يتردد السفير من الإجابة بأن «مسألة القرم تحتاج إلى عقود كي يمكن إعادتها بشكل ما إلى إطار أوكرانيا».

وكان وزير الخارجية الليتوانى، الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبى، «ليناس لينكيافيتشوس» ( Linas Linkevičius) قد أعلن عن أن الاتحاد الأوروبى قام بتأجيل فرض عقوبات جديدة ضد ممثلى السلطات الروسية، وكذلك ضد ما يسمى بجمهوريتى لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين، تلبية لطلب من أوكرانيا. ونقلت وكالة أنباء “إنترفاكس” الأوكرانية عن لينكيافيتشوس قوله “إن فرض عقوبات جديدة ضد روسيا قد تأخر لعدة أيام، لذلك يوجد لدى الجانب الروسى العذر لتجنب محادثات فى مينسك غدا الأربعاء”. ومع ذلك، قال وزير الخارجية الليتوانى إن هذا لا يعنى أنه تم إبطال عقوبات الاتحاد الأوروبى المفروضة ضد روسيا أو إلغاءها.

وينتظر أن يعرض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند (François Hollande) والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (Angela Merkel) اليوم في مينسك مبادرة لإنهاء الصراع في شرق أوكرانيا. وقال مصدر دبلوماسي أمس إن محادثات مينسك ستركز على سحب الأسلحة الثقيلة، وإقامة منطقة منزوعة السلاح في شرق أوكرانيا، وبدء حوار بين كييف والانفصاليين.

وهنا يبدو التباين بين المطالب الأوكرانية وبين ما يحمله الثنائي الأوروبي ميركل وهولاند من أفكار لطرحها على نظيرهما فلاديمير بوتين (Vlademir Poutine). إذ يكفي أن نأخذ تصري وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس (Laurent Fabius) الذي قال بشكل مباشر رداً على سؤال حول خطوط التماس «يجب الأخذ بعين الاعتبار لما يحصل على الأرض» وهو جواب ديبلوماسي للإشارة إلى التقدم الذي أحرزه الانفصاليون في الأيام الأخيرة.

إذ أن القتال كان مستعراً في الأيام الأخيرة حيث سقط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف العسكريين والمدنيين في قصف واشتباكات. واتهم الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو (Petro Porochenko)  الانفصاليين بقصف مدينة “كراماتورسك” (Kramatorsk) التي تبعد خمسين كيلومترا عن خطوط المواجهة- بصواريخ مما أدى إلى قتلى وجرحى. وقال بوروشينكو إن بعض الصواريخ سقطت على مقر قيادة الجيش في المنطقة الشرقية، في حين أصابت أخرى حيا سكنيا. وقالت إدارة إقليم دونيتسك (Donetsk) التابعة للحكومة إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون، بينهم عشرة عسكريين، في حين قتل سبعة عسكريين في اشتباكات متزامنة، وفقا للجيش الأوكراني.

ونفى الانفصاليون أن يكونوا أطلقوا صواريخ على مدينة كراماتورسك. ويصف المراقبون هذا التصعيد بأنه غير المسبوق. إلا  أن القوات الأوكرانية بدأت بدورها عملية عسكرية في محاولة لإبعاد الانفصاليين عن مدينة ماريوبول (Marioupol) الإستراتيجية عبر دفعهم للتراجع إلى خط فصل القوات الذي كان قائما في سبتمبر/أيلول الماضي قبيل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين كييف والانفصاليين في مينسك عاصمة روسيا البيضاء.

تبقى عملية تسليح أوكرانيا من قبل الغرب، في موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين إن خطط الغرب لتزويد أوكرانيا بالسلاح، وتعزيز العقوبات على روسيا تهدف إلى زعزعة الوضع في أوكرانيا. وقد أحجمت الدول الغربية حتى الآن عن تزويد كييف بالسلاح لمواجهة الانفصاليين. إلا أن باراك حسين أوباما الرئيس الأميركي وصف محادثات مينسك بأنها «الفرصة الأخيرة» في إشارة إلى تزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة «آلفتاكة الدفاعية» ستكون الخطوة التالية. وومن جهته قال وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند اليوم إن بلاده تحتفظ بما اعتبره حقا في تسليح الجيش الأوكراني.