باريس – بسّام الطيارة
لماذا يصول ويجول صالح الأشمر بين أنساب الآلهة؟ لقد اختار أن يترجم عمل لأحد أهم شعراء الاغريق عنيت هسيود أو هزيودوس كما يسميه. هل اختار هذا العمل لأننا نعيش في عصر شبيه بالعصر الذي عاشه الشاعر الشهير؟ فأحب الأشمر أن يصور ما صوره شاعر الأزمنة الغابرة، أن يصف عصر حكم الأرستقراطية في بلاد الإغريق فيبرز شاعرنا (مترجمنا؟) عصر حكامنا العرب هذه الأيام؟
مدنا وأغنى صالح الأشمر المكتبة العربية بكتاب قيم ١٥٢ صفحة حوت مقدمة لجان لوي باكيس من ٢٦ صفحة فيها شرحاً حول «الشعر الديني في اليونان القديم» لتتبعها «مباشرة من دون مقدمات ولا تنبيه» القصائد المتتالية حتى يقف القارئ بعد كل صفحة ليسأل نفسه هل هي قصيدة واحدة أم مجموعة قصائد … هل سها عن بال ناظمها (أم المترجم) أن يقسمها في أبواب ويعطي عناويين لكل مقطع منها؟
بعد القراءة والعودة مرات ومرات إلى الصفحة السابقة ينتبه القارئ إلى أنه أمام «نشيد» فيزول العجب. وصف ما يحدث عندما نمسك بهذا الكتاب بأنه «قراءة»لا يعطي حقه للعمل الأساسي أي عمل الترجمة: ففي طيات هذا الكتاب «قاموس صغير» منتشر في الحواشي التي هي «من وضع المترجم» كما جاء في الحاشية رقم ٥ في الصفحة ٢٧. هذه الحواشي وما تحويه من معلومات هي بحد ذاتها عمل علمي يُقدر لمن قام به الجهد الذي وضعه ليضع في أيدي القارئ العربي مرجعاً لأسماء الآلهة اليونانية مع تفسير لعدد من التعابير الخاصة بالحضارة الاغريقية.
لا بد من الإشارة إلى أنه ينقص هذا الكتاب تعريف بـ… هزيودوس الذي تربع اسمه على تاج صفحة الغلاف ! من هو هزيودوس أو هسيود أو هيسيود أو هزيود أو هيسيودوس كما تقول موسوعات الأنترنيت والتي رغم هذا لا تفي بإجابة شافية؟
إنه هو مواطن من «كوس» في منطقة «إيوليس» كان يعمل في التجارة قبل الانتقال إلى الزراعة. توفي والده تاركاً له ولشقيقه برسيس Perses ميراثاً ضئيلاً هو عبارة عن قطعة أرض صغيرة عند سفح جبل الهليكون. فوضع الشقيق يده على الميراث ليستأثر به. فما كان من شاعرنا هيسود إلا أن رفع الأمر للقضاء. ولكن يبدو أن « الفاسدون لا يتغيرون» فوقفوا في صف برسيس لقاء… رشوة . شاعرنا هيسيود كتم غيظه وقرر البدء بحياته من جديد مزارعاً بسيطاً على سفح جبل هيليكون… وعاش سعيداً.
يقال إن الموسيَّات جاءته فوق الجبل حيث كان يرعى أغنامه ولقنته أنشودة رائعة التي وضعها بين أيدينا … صالج الأشمر.
الكتاب صدر عن : دار الجمل في حجم ٢١X١٤ وعدد صفحاته ١٥٢.
ة