- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

رافال الفرنسية في سماء مصر … حرب بالوكالة

Olfa2015ألفة قدارة
تمّ اليوم الاثنين توقيع الاتفاق الفرنسي المصري بخصوص شراء مصر ٢٤ طائرة مقاتلة من طراز رافال كجزء من صفقة تقدر ب ٥،٢ مليار يورو.
هذه الصفقة أثارت ردود فعل كثيرة خاصة أمام تتالي وتيرة الأحداث عربيا وإقليميا. بعض الخبراء يَرَوْن أن مصر تمتلك أكبر قوة جوية في منطقة الشرق الأوسط وأن شراءها لطائرات فشلت فرنسا في بيعها لمدة عشرين عاما  – بل وواجهت صعوبات جمّة في تسويقها بسبب ارتفاع سعرها وتعقيدها- قد لا يحقق بالضرورة النتائج المرجوّة من ذلك.
لكن ما يلفت الانتباه أن مصر بهذه الصفقة عمدت إلى تنويع مصادر تسليح قواتها. فلا يخفى على أحد ما آلت إليه العلاقات المصرية الامريكية من فتور بعد إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي المنتخب ديمقراطيا، وبعد فض اعتصامات رابعة وما خلفته من أحداث دموية . توتر العلاقات هذا أدى إلى وقف معونة عسكرية تقدر بمليار دولار سنويا تنفق اغلبها على المعدات العسكرية .
وأمام هذا التغيير في الموقف الامريكي كان لزاما على  الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ينوع من مصادر تسليح قواته كخطوة استباقية أو احترازية ضد سياسة الابتزاز الامريكي . كما يذكر أن أمريكا اشترطت على مصر في ٢٠١٤ استئناف تقديم مساعداتها العسكرية بعد أن جمدتها شرط أن تقوم بإصلاحات ديمقراطية .
ولا يقتصر التنويع في مصادر السلاح المصري على الصفقة مع فرنسا فحسب ، ففي السنة الفارطة على سبيل المثال أثمرت زيارة السيسي إلى روسيا صفقة اشترت بموجبها مصر أسلحة روسية تزيد قيمتها على ٣ مليار دولار . وزيارة بوتين الاخيرة إلى القاهرة تكشف أن صفقات شراء الأسلحة ستتواصل .. هذا التقارب المصري الروسي تجلى اكثر من خلال توقيع خطة مشتركة لبناء أول محطة النووية مصرية للطاقة…
وومن جهة أخرى بتوقيع صفقة الرفال الفرنسية المصرية، يكون الرئيس الفرنسي حسب العديد من الحقوقيين الفرنسيين قد خرق حظرا أوروبيا ببيع الأسلحة في حال استعمالها للقمع الداخلي أو لدولة تلجأ لقمع المعارضة، خاصة وأن مصر لم تقدم أي ضمانات للجانب الفرنسي بعدم استخدام هذه الأسلحة في قمع المعارضة.
ويلاحظ أن منظمة ” هيومان رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الانسان اعتبرت أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تنكر لمبادئ حقوق الانسان  عندما تعلق الامر بمصلحة فرنسا الاقتصادية.
إذن فرنسا تتغاضى عن حقوق الانسان طالما ان مصلحتها الاقتصادية تقتضي أن تبيع طائراتها او بضاعتها الراكدة منذ سنوات …. .والفاشلة في تسويقها الى عدد من الدول مثل الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر والبرازيل وماليزيا والمغرب والهند . أما مصر فهي تواجه تهديدات على جبهات متعددة في شبه جزيرة سيناء المضطربة حيث يسعى المسلحون بإنشاء دولة إسلامية وكرروا الهجمات ضد المنشآت العسكرية ومراكز النفط وهاهي داعش في ليبيا تبث شريطا يصور ذبح ٢١ مصريا كان تم اختطافهم قبل شهر .. . أما الرد المصري فكان توجيه الجيش المصري ضربة جوية لاهداف تابعة لتنظيم داعش في ليبيا .. فهل تدخل مصر الحرب على داعش كما دخل الاْردن بعد حرق الكساسبة فتكون حرب بـ .. الوكالة؟