- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

نتانياهو يغزو الكابيتول

najat-charaf-dineنجاة شرف الدين

لم تهدأ النقاشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول الزيارة التي أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على إتمامها الى واشنطن، رغم معارضة الرئيس الأميركي باراك أوباما ، لإلقاء كلمة أمام الكونغرس تركز بالدرجة الأولى على الموقف من البرنامج النووي الإيراني  ومعارضته لتوقيع الإتفاق بين إيران والدول الست الكبرى . نتانياهو الذي أشار الى أنه يمكن أن يكون للكونغرس دور مهم ومؤثر إزاء الإتفاق النووي مع طهران ، قال إن هناك خلافا كبيرا بين إسرائيل والإدارة الأميركية وباقي الدول الكبرى حول إقتراح الإتفاق معتبرا أنه سيسمح لإيران بأن تهدد وجود دولة إسرائيل .
هذه الزيارة أثارت جدلا واسعا في إسرائيل خاصة أنها شكلت مادة للحملات الإنتخابية الإسرائيلية لا سيما من المنافسين لنتانياهو ومنهم عضو الكنيست يتسحاق هرتسوغ الذي إعتبر قرار نتانياهو بالذهاب من دون التنسيق مع الإدارة الأميركية سيؤدي الى إحتدام المواجهة مع أوباما . في المقابل ، كتب  البروفسور تشيلو روزنبرغ في مقال في صحيفة معاريف ” أن خطاب نتانياهو في الكونغرس بمثابة هدية إنتخابية لا تُعوض وفي أعين الكثير من الإسرائيليين يشكل موقف نتانياهو دليلا قاطعا على شجاعة القائد وبرغم أنف أغلبية الأميركيين، فإن نتانياهو مستعد لتحمل المخاطر لمعرفته بأن ذلك سيجلب له مزيدا من المقاعد في الكنيست ، وأن كل الجدل الدائر حول موضوع الخطاب يفيده كثيراً.روزنبرغ الذي قال إن نتانياهو يعلم أنه لا يستطيع القيام بحرب ضد إيران من دون موافقة واشنطن ، رأى أن التمسك بإلقاء الخطاب فيه ضرر كبير على أمن إسرائيل معتبرا أن المغزى الحقيقي للخطاب هو التشكيك بصدقية رئيس الولايات المتحدة وفي صحة تصريحاته فيما يتعلق بإيران ، ولم يسبق أن شهدت العلاقات الإسرائيلية الأميركية تطورا من هذا القبيل .
الزيارة أحدثت إرتدادات وإنقسامات في الولايات المتحدة بين الجمهوريين والديمقراطيين ، وقرر عدد من النواب الديمقراطيين عدم حضور الخطاب كما أن رئيس مجلس الشيوخ جو بايدن سيغادر البلاد أثناء الزيارة كصيغة لعدم الاحراج ، فيما لجأ بعض النواب الجمهوريين الى “خربطة”  العلاقة بين الديمقراطيين واليهود لا سيما الداعمين لإسرائيل ، خاصة أنهم تاريخيا يدعمون الحزب الديمقراطي ، وقد حصل أوباما في  العام 2008 على أصوات 78 بالمئة من الأميركيين اليهود فيما حصل في العام 2012 على تصويت 69 بالمئة من أصوات اليهود الأميركيين ، أي بتراجع نسبته 12 في المئة بحسب إستطلاع أجرته NBC نيوز . العلاقة المتوترة مع نتانياهو لا تعني أن الديمقراطيين لا يؤيدون إسرائيل وقد وصف عضو لجنة الشؤون الخارجية النائب عن نيويورك إليوت إنجيل الجدل حول الزيارة بأنه ” عاصفة في فنجان شاي ” ، فيما إتهم السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي الجمهوريين ” بتنظيم عرض رخيص سيُحرج ليس فقط إسرائيل إنما الكونغرس أيضاً ” .
لن تهدأ النقاشات بالرغم من الكلام المباشر الذي قاله أوباما حول عدم إستقباله لنتانياهو وعلى مسمع الجميع خلال المؤتمر الصحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل ، لكن العرض المسرحي في مبنى الكابيتول مستمر  لهذا العام ، وربما سيكون إنجازه الإساسي إنتخابيا في إسرائيل ، إلا أنه إذا لم يستطع أن يمنع توقيع الإتفاق  ويوقف البرنامج النووي الإيراني فلن يكون سهلا على   نتانياهو أن يغزو بعرضه السنوي  المقبل  أروقة الكابيتول ، على الأقل ليس بالحماسة نفسها..