نقطة على السطر
بسّام الطيارة
تبدو اليوم الضجات الإعلامية مرتبطة ارتباطاً مباشراً بما يقوم به تنظيم «داعش». كل تحرك إعلامي اليوم يكون نتيجة لما يفعله تنظيم داعش. قعل داعش وردة فعل عالمية. مفاد هذا الواقع هو أن داعش يتحكم بالمفصل الإعلامي المعولم.
مصر تقصف ليبيا … إنها ردة فعل على جريمة داعش بذبح ٢١ مصريا. الأردن يقصف الرقة إنها أولى ردات الفعل على جريمة حرق الكساسبة الشنيعة. أميركا تبني حلفاً ضد الإرهاب هي إجابة على تحدي داعش. الاتحاد الأوروبي يجتمع بسبب أعمال داعش الإرهابية في فرنسا والدنمارك وبلجيكا. تذكر وسائل الإعلام كندا أم أستراليا فيكون السبب إما الكشف عن تحضير عملية إرهابية لداعش أم بسبب هجوم داعشي على مواطنين الدولتين. داعش ينتج الخبر وداعش هو الخبر.
إذا داعش من هنا وداعش من هناك. ويبدو داعش أنه العدو لرقم واحد للعالم أجمع. أي أن كل دول العالم هي في مصاف أعداء داعش…بما فيها القاعدة والنصرة. ولكن من هم حلفاء داعش؟
لا بد وأن يكون لداعش حلفاء. بالطبع توجد مجموعات من المسلمين يؤلفون فريق سيديمي غير متجانس موزع على العالم الإسلامي والعربي يغذيه الجهل والتخلف والضيق وعقدة الغرب ونظرية المؤامرة قرر بعد فشل الأنظمة وقد سدت السبل أمامه أن يسلك طريق «بعد أن جربنا كل الفرق لنجرب هذا لما لا؟».
إلا أن الحليف الأول هو … تشرزم أعداء داعش وانفراض عقد التحالفات في المنطقة وإعادة تركيبها بشكل غريب عجيب يضيع فيه كل منطق. فلننظر حولنا:
مصر مدعومة من السعودية ودول الخليج ما عدا قطر … حتى الآن.
قطر وتركيا والسعودية تؤلف جبهة سنية … بغياب أكبر كتلة سنية. مصر، التي تعادي قطر وتركيا.
الجبهة السنية هي للوقوف في وجه إيران… بالطبع.
إيران حليفة سوريا وحزب الله… ولكن إيران ليست على خلاف مع تركيا.
تركيا وقطر تريد تريد إسقاط النظام السوري.
إيران وحزب الله وسوريا دول تحارب داعش … وكذلك السعودية ودول الخليج… ولكن أيضاً …مصر
تريد أميركا والغرب إسقاط نظام سوريا. ولكن سوريا تحارب…داعش.
أميركا تحارب القاعدة (داعش) في اليمن وكذلك السعودية. داعش في اليمن تحارب الحوثيين المدعومين من إيران.
إالسعودية تحارب إيران والحوثيين.
يمكن المضي في هذه التوليفات والتركيبات إلى ما لانهاية وكلما ذهبنا بعيدا في هذه التوفيقات الرياضية كلما زاد عجبنا وكلا توضحت تفسخات أعداء داعش وبالتالي قوة داعش وأسباب مقاومتها.