بدأ المندوبان الفلسطيني والاسرائيلي اليوم اجتماعاتهما في عمان بحضور ممثلي اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الاوسط ووزير الخارجية الاردني.
وقال مسؤول أردني فضل عدم الكشف عن اسمه، «صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين واسحاق مولخو مبعوث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو باشرا مباحثاتهما الثنائية في مبنى وزارة الخارجية في عمان بحضور وزير الخارجية ناصر جودة».
وأضاف «المفاوضين الفلسطيني والاسرائيلي حضرا قبيل ذلك لقاء موسعاً ضم ممثلين عن اللجنة الرباعية ومبعوثها طوني بلير ووزير الخارجية ناصر جودة».
ويأتي الاجتماع بعد توقف استمر 16 شهراً في محادثات السلام بين الجانبين، وهو خطوة لاستكشاف فرص اعادة مفاوضات السلام بين الجانبين. وتعثرت المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ ايلول/سبتمبر 2010 بسبب انتهاء أمر مؤقت بتجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تمديده.
وقبل عقد الاجتماع، أكدت الاطراف الاسرائيلية والفلسطينية ان هذا الاجتماع ليس استئنافاً لمفاوضات السلام المباشرة والمتوقفة منذ 16 شهراً. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريحات لوكالة الأنباء الاردنية الرسمية من رام الله إن «الاجتماع جاء من أجل دفع العملية السلمية الى الامام وتقريب وجهات النظر». وأضاف «نتائج هذا الاجتماع ستظهر اليوم أو خلال اليومين القادمين من أجل وضع الارضية المناسبة لاستئناف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، وهذا سيكون شيئاً جيداً».
ومضى يقول «نأمل بأن ينجح الجهد الاردني في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «الطلب الفلسطيني معروف وهو أن يقبل الاسرائيليون بالمرجعيات المحددة لعملية السلام وأن يوقفوا الاستيطان، واذا حصل هذا فنحن مستعدون للعودة الى المفاوضات».
وكان الرئيس عباس حذر في مقابله بثها تلفزيون فلسطين الرسمي يوم الأحد الماضي، من أن القيادة الفلسطينية ستدرس كل الخيارات الممكنة اذا اخفقت اللجنة الرباعية في استئناف مفاوضات السلام حتى 26 كانون الثاني/يناير الجاري.
ورغم ان عباس لوح بخيارات مفتوحة، لكنه شدد على انه لن يقبل ان يكون البديل انتفاضة ثالثة. وقال «اذا لم يحصل شيء فالخيارات مفتوحة، وطبعا هناك ناس يقولون انتفاضة ثالثة وانا اقول هذا غير وارد ولا اقبل بذلك».
من جهته، أكد وزير الاستخبارات ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي دان ميريدور أن الاجتماع هو خطوة ايجابية ولكن لا يجب اعتباره كتجديد للمفاوضات، مبدياً أمله بأن تكون المحادثات «بادرة ستسمح للفلسطينيين بالعودة الى المفاوضات».
وقال الوزير للاذاعة العامة الاسرائيلية أمس «هذا تطور ايجابي. إنها أول مرة منذ وقت طويل يكون فيها الفلسطينيون مستعدين للقدوم للحديث معنا مباشرة دون شروط مسبقة».
في هذه الأثناء، عبرت جماعة الاخوان المسلمين في الأردن عن رفضها «لمثل هذا الاحتضان الذي لا نظن أنه في سياق موقف عربي ولا حتى موقف وطني أردني». وقالت الجماعة في بيان «تلقينا باستهجان بالغ أخبار الاجتماع الذي سيجرى في الأردن بين العدو الصهيوني والسلطة الفلسطينية على اثر التهديدات الموهومة بالخيارات المفتوحة اذا لم تستأنف المفاوضات».
وتساءلت «لم تقل لنا الجهات السياسية الأردنية ما هو ثمن هذا الاحتضان في هذا التوقيت»، معتبرةً بأن الحكومة الاردنية «مطالبة بتوضيح موقفها تفصيلاً بشأن هذا الاحتضان، وهل الحكومة هي التي تدير هذا الملف أم أنها مستبعدة كشأن كل الحكومات التي تعاطت معه سابقاً».
من جهتها، عبرت حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة والتي بدأت بتنفيذ المصالحة الفلسطينية الداخلية عن امتعاضها من الاجتماع. وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم إن «أي لقاءات بين السلطة واسرائيل تعتبر منزلقاً خطيراً تنزلق فيه السلطة مجدداً وسيعطي شرعية للاحتلال لاستكمال مشروعه التهويدي والاستيطاني وسيكون على حساب الشعب الفلسطيني».