في موقف هو الأكثر وضوحاً منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا في آذار من العام الماضي، دعا الزعيم الدرزي اللبناني، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، الثلاثاء، أبناء طائفته في سوريا إلى عدم المشاركة مع الشرطة والفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري.
وبعدما ذكر جنبلاط في بيان صحافي بالتشابه بين «القول الشهير والرائع للمثقف الكبير ورئيس تشيكوسلوفاكيا الراحل والكاتب فاكلاف هافل «قوة الضعفاء» وقول الشهيد كمال جنبلاط «ان الذين ليس على صدورهم قميص سوف يحررون العالم»، أكد أنه «كل التجارب التاريخية أثبتت أن حركة الشعوب تتقدم إلى الامام ولا تتراجع الى الخلف وأن ما بني على باطل لا يكتب له الاستمرار على قاعدة «يمهل ولا يهمل»،
وخاطب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دروز سوريا الذين يقدد عددهم بنحو 300 ألف نسمة تقريباً ويشغلون عدداً من الوظائف المهمة في الدولة، مطالباً اياهم بعدم الانصياع للنظام والمشاركة في قمع الاحتجاجات.
وقال «أما الى بني معروف في سوريا، فهم أيضاً يعلمون أن حركة الشعوب لا تعود الى الوراء وان الذاكرة الشعبية لا ترحم وأن الذين ليس على صدورهم قميص في درعا والصنمين وبصرة الحرير وخربة غزالة وادلب وحمص وحماه وغيرهم في المدن والقرى السورية المختلفة هم الذين يمتلكون المستقبل لانهم يمثلون «قوة الضعفاء»»، مشدداً على أنه «آن الآوان للاحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري وقد عاد العشرات منهم في نعوش نتيجة قتالهم لاهلهم في المناطق السورية الأخرى».
كذلك ناشد جنبلاط القيادة الروسية الى تقديم النصيحة للنظام السوري «بأن تداول السلطة أهم من التمسك بها وسفك الدماء».
وتمنى لو تنظر القيادة الروسية الى مبدأ «قوة الضعفاء» وضرورة الإقرار بأن الحلول الأمنية لا يمكن أن تشكل حلاً للأزمة القائمة التي لن تحل «إلا بتغير جذري للنظام».
وبالنسبة لايران قال جنبلاط، «وحبذا أيضاً لو تنظر الجمهورية الاسلامية الى مبدأ «قوة الضعفاء» ويتذكر أحفاد الامام الخميني انه المبدأ الذي طبق في مواجهة شاه ايران وأدى الى اسقاطه في نضال تاريخي كبير، ما اكد ان الصدور العارية التي تنادي بالحرية والديموقراطية قادرة على مواجهة أعتى الانظمة».
ورأى «ان الصواريخ الايرانية قد تكون تملك قوة عسكرية كبيرة ولكن يبقى صدى كلمات الشاعر الكبير سعدي الشيرازي أقوى مفعولا، فليتذكر ابناء الثورة الاسلامية ما كتبه لرفع الظلم عن الشعب السوري، فهو قال: آدميون نحن ولنفس الاصل ننتمي فكيف نهنأ بالعيش والغير يألم / مااستحق الحياةمن يرى لأخاه يشقى وهو بالملذات والخيرات ينعم»
وختم بالقول «كما ناضل الآلاف في تونس ومصر واليمن وفق قاعدة «قوة الضعفاء» وكانوا من الذين ليس على صدورهم قميص وانتصروا، كذلك سوف يحدث في البلدان الاخرى لان هذا هو منطق التاريخ وحكمه فعلا صدق القول انه «يمهل ولا يهمل».
