- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لماذا قتل المعارض الروسي نمتسوف؟

russie تحويل مسيرة للمعارضة كان السياسي المعارض بوريس نمتسوف الذي اغتيل قرب الكرملين في قلب العاصمة الروسية أمس قد دعا اليها في موسكو الأحد إلى مسيرة لتأبينه. حيث شارك آلاف الروس فيها بوضع أكاليل الزهور واشعال الشموع في المكان الذي قتل فيه.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وصف عملية الاغتيال بالـ “خسيسة والقذرة”، ووعد بالاقتصاص من القتلة.

وقال دميتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي إن الرئيس بوتين نوه إلى أن “عملية الاغتيال الظالمة هذه تحمل كل سمات القتل المأجور وتعتبر استفزازا خطيرا.”

وقال آخرون إن اغتيال نمتسوف ربما كان له علاقة بعداوة شخصية أو خلاف مالي. وقال النائب في البرلمان الروسي فلاديمير جيرينوفسكي إن عملية الاغتيال قد تكون لها علاقة بمدينة نيجني نوفغورود التي كان نمتسوف يتولى حاكميتها في تسعينيات القرن الماضي.

من جانبها، قالت اللجنة التي تولى التحقيق في الجريمة إنها تنظر في عدد من الدوافع الممكنة منها معارضة نمتسوف للحرب في أوكرانيا وحياته الخاصة والسياسية والتطرف الاسلامي واحتمال أن يكون اغتياله محاولة لزعزعة استقرار الدولة.

وقال عدد من السياسيين الموالين للحكومة الروسية إن الغرض من اغتيال نمتسوف الإساءة الى صورة الحكومة الروسية.

وحمّل رئيس الشيشان رمضان قديروف “أجهزة المخابرات الغربية التي تحاول بشتى السبل خلق حالة من البلبلة في روسيا.”

ولكن حلفاء نمتسوف السياسيين يقولون إنه راح ضحية عملية اغتيال سياسية لها علاقة بمعارضته لسياسات الرئيس بوتين ولاسيما فيما يخص الأزمة الأوكرانية. ورفع المؤبنون لافتات كتب عليها “كلنا نمتسوف”، وهو شعار اشتهر عقب الهجوم الذي تعرضت له مجلة شارلي إبدو الساخرة في باريس الشهر الماضي.

وقال أحد الحاضرين، ويدعى الكسندر بادييف “لا يوجد أي شك بأن بوتين هو الذي أمر بهذا. فقد بينوا لنا المصير الذي ينتظر اولئك الذين يقفون ضدهم.”

من جانبه، قال الناشط المعارض مارك غالبرين “يخشى الناس تأييد حركتنا، فالناشطون المعارضون يستلمون رسائل تهديد كل يوم، وبوريس لم يكن حالة استثنائية. ولكنهم لن يوقفوننا.”

وقال زعيم حزب يابلوكو السابق غريغوري يافلينسكي “المسؤولية السياسية لهذه الجريمة تقع على السلطات وعلى الرئيس بوتين شخصيا.”

وشارك عدد من السفراء الأوروبيين بوضع أكاليل الزهور.

وتشير التقارير إلى أن نمتسوف كان يعدّ وثائق تتعلق بالتدخل العسكري الروسي المزعوم في أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو من جانبه “كان بوريس قد أعلن أنه بصدد الكشف عن أدلة دامغة تثبت تورط الجيش الروسي في الحرب في أوكرانيا. وكانت بعض الأطراف تخشى ذلك، فقتلته.”

أما الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فقد أدان الاغتيال ووصفه “بالوحشي.” وطالب الرئيس الأمريكي السلطات الروسية باجراء تحقيق “سريع ومحايد وشفاف.”

وكان نمتسوف قد تناول طعام العشاء مع صديقته أنا دوريتسكايا في أحد المطاعم مساء الجمعة. وقد غادر الاثنان المطعم سوية وتوجها سيرا على الأقدام إلى شقته. وعندما كانا على الجسر، توقفت إلى جانبهما سيارة بيضاء، واطلقت أربع رصاصات على نمتسوف في الساعة 11 و40 دقيقة أردته قتيلا في الحال.

وأظهرت صور بثها التلفزيون الروسي سيارة من نوع لادا بريورا بيضاء اللون في المنطقة، ولكن لم يتم التأكد من أنها السيارة المعنية. وأظهرت احدى الصور رجلا يركض باتجاه السيارة ثم يستقلها قبل أن تتحرك وتمضي بسرعة.

وكان الرئيس بوتين قد تعهد في برقية وجهها إلى والدة القتيل بالاقتصاص من قتلة ابنها. وامتدح الرئيس الروسي نزاهة نمتسوف وأمانته. وكان نمتسوف قد تولى منصب النائب الأول لرئيس الوزراء ابان حقبة الرئيس بوريس يلتسين في تسعينيات القرن الماضي، ولكنه اختلف مع الرئيس بوتين وأصبح من معارضيه.