- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مصادر فرنسية: الاتفاق مع إيران سيقود إلى حل من دون الأسد

Capture d’écran 2015-03-04 à 23.28.09باريس – بسّام الطيارة (خاص)

اجتمع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا. ماذا يمكن أن يقول فابيوس له بعد أن شكك السفير الفرنسي في مجلس الأمن فرانسوا دولاتر في فرص نجاح خطته التي يجب القول إنها مرفوضة من الطرفين؟
بالطبع ما زالت فرنسا تصرح بأنها تدعم جهود دي ميستورا. بالطبع تحمِّل باريس الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية الفشل.  ولم يتردد دولاتر الرئيس الحالي لمجلس الأمن من التصريح بأن «فرنسا تبقى متشككة إزاء إرادة النظام» مضيفاً « دمشق تقترح هدنة لكنها تواصل القصف».
ولكن هذا كلام ديبلوماسي يعبر عن مواقف باريس من الأزمة السورية منذ انطلاق الثورة ومطالبتها برحيل الأسد كمدخل لأي حل. ولكن في الواقع بالنسبة لمهمة المبعوث الأمم وجب العودة إلى الوراء قليلاً لنرى أن مؤشر «الثقة في مهمة دي ميستورا» يدل إلى أنها شبه معدومة منذ بداية مهمته.
فما أن عين بان كي مون دي ميستورا مبعوثاً خاصاً حتى حاولت باريس «ضبط خطوات عمله أوروبيا» لتأطير مهمته ضمن خط سياستها الذي لم تتغير: «رحيل الأسد». إلا أن مقرباً من دي ميستورا يقول «كيف كان علينا أن نبدأ بمهمة تقريب وجهات نظر إذا قلنا لأحد الطرفين أنت خاسر قبل أن نبدأ؟». لذا لم تنجح عملية تأطير مهمة دي ميستورا الذي بعد جولة إقليمية توجه إلى عاصمة والأمويين ليعود بخطة «وقف إطلاق النار في حلب وريفها». بعد تردد بارز قبلت باريس في نهاية السنة الماضية بـ«أن يجرب دي ميستورا هذا المسلك» وصرح فابيوس إنها «محاولة لإنقاذ مدينة حلب من خلال اقامة مناطق آمنة ».

ويقول في هذا الصدد أحد المصادر الديبلوماسية المتابعة «كنا على يقين من أن النظام السوري لن يقبل بهذه الخطة». وفي الواقع فإن الرفض جاء من الطرفين ولكن لأسباب متباينة: المعارضة المسلحة في داخل ومحيط حلب رفضت الخطة لأنها لا تشمل وقف القصف في منطاق أخرى مثل ريف دمشق، بالمقابل رفضتها الحكومة السورية لأنها تشمل «ريف حلب» أي أنها تبقي طريق الحدود إلى تركيا سالكة بعيداً عن القصف الذي يعقد عمليات المعارضة ويعرقلها.
قبل «الرحلة الثانية» التقى فابيوس ودي ميستورا في فيينا في الثامن من الشهر الماضي وصرح فابيوس بأن أي اتفاق يجب أن يستند إلى «اعلان جنيف الذي جرى برعاية الامم المتحدة والذي حدد هدف واضح وهو قيام سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة في سوريا» وأضاف «انه يستحيل قيام سلطة انتقالية دون تغيير النظام» أي بشكل أوضح ضرورة رحيل الأسد.
ولكن بعد خمسة أيام فقط ومن فيينا أيضاً لم يتردد دي ميستورا عقب لقائه وزير خارجية النمسا سيباستيان كورتس من القول إن «الرئيس الأسد هو جزء من الحل وسوف نستمر في إجراء مناقشات مهمة معه».

ثم ذهب إلى دمشق في الرحلة الثانية التي حملت خطة «اقتصار وقف النار على حيين من حلب» (صلاح الدين وسيف الدولة)، فقد انتهت قبل يومين بـ«فشل معلن» … قبل أن تبدأ.

إذ أعلن الائتلاف السورية المعارض رفضه لخطة دي ميستورا الجديدة جملة وتفصيلاً لأنها لا تأخذ بعين الاعتبار «قرارات الشرعية الدولية متمثلة جنيف» أي مختصراً «سلطة انتقالية ورحيل الأسد». كما حمّلت الحكومة السورية دي ميستورا مجموعة مطالب لا يمكن للمعارضة قبولها (انقر هنا) وفي مقدمتها إقفال الحدود لمنع وصول المقاتلين أي تطبيق «حرفي حسب قراءة النظام» لقراري مجلس الأمن رقم ٢١٧٠ و٢١٨٧، وعدم البدء بالتنفيذ قبل مرور فترة ٣ أشهر.
غطى دي ميستورا فشله بإرسال «وفد إلى داخل حلب ترأسه مساعدته «خولة مطر» وعاد مسرعاً إلى باريس ليجتمع بفابيوس على أن يجتمع اليوم (الخميس) بلجنة مجلس الشيوخ الفرنسي للشؤون الخارجية.
مصادر مقربة من الكي دورسيه ومن الملف السوري قالت إن «فابيوس سيدرس مع دي ميستورا آفاقاً جديدة للعمل وصولاً للحل السياسي». ولكن، يقول خبيرآً أوروبياً عمل على هذا الملف إن «أكثر ما يحرج باريس هو أن دي ميستورا لا يستطيع التصرف من دون ضوء أخضر أميركي». ويتابع الخبير قائلاً «واشنطن اليوم لا تنظر إلا ناحية طهران» وبالتالي «لن يقوم المبعوث الأممي بأي حراك يعرقل المباحثات الإيرانية – الأميركية حول النووي». مصدر فرنسي يوافق على أهمية الدور الإيراني في حل الملف السوري ولكنه يؤكد بأن أي اتفاق مع إيران «سيشمل حلاً سياسياً في سوريا» ويضيف من دون أي تردد «سيكون حلاً من دون الأسد»، وويستطرد بأنه «سيكون حلاً يذهب في الاتجاه الذي سلكته باريس منذ بداية الثورة».