- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هل خسرت اميركا حرب الشرق الاوسط الجديد ؟

robertروبير بشعلاني
في آخر التطورات المستجدة تصريح لكيري ، وزير خارجية اميركا يعلن فيه ” اضطرار” بلاده للتفاوض مع الرئيس الأسد. قبل هذا التصريح ارسلت فرنسا وفدا نيابيا متنوع الانتماءات السياسية في مهمة ” استطلاعية”. نفت فرنسا طبعا تبنيها للزيارة لكن النفي اقل انباء من الزيارة نفسها وتصريحات القائمين بها. وقبل هذا التصريح وتلك الزيارة كشفت الصحافة الغربية عن همهمة كبيرة في اوساط ودوائر القرار في الكثير من الدول المشتركة بالهجمة على منطقة الشرق الاوسط الجديد. فهناك جنرالات متقاعدون نقلوا اعتراضات غير المتقاعدين على هذه الحرب غير الموفقة أقله لناحية التوقيت وخطأ الحسابات. وبين هذه وتلك كان رئيس المعارضة السورية الفعلي السفير الاميركي السابق في سوريا فورد قد نشر مقالة قال فيها همومه وخيبته مصارحا بأن كسب الحرب في سوريا ممكن لكن من بعد سلسلة من العجائب. غني عن البيان سرد الظروف التي تلجأ فيها دولة محاربة الى اتخاذ قرار التفاوض مع العدو. فهي حتما عوامل لا دخل لها لا بالأخلاق ولا باحترام رأي الآخر. إنه ميزان القوى ولا شيء غير ميزان القوى ونتائج المعارك على الارض. لا شيء يفرض على من يتخذ قرار الحرب بالتوقف عن متابعتها الا شعوره بالعجز عن تحقيق اهدافها. لا بل بسبب الخسائر الإضافية التي يمكن ان يمنى بها ، هو مباشرة، أم حلفاؤه اذا ما تابع خشونته الرعناء. الضربات التي تلقاها آخر عنقود ادوات كيري بغض النظر عن احتمال كون هذا التصريح مناورة تهدف إلى كسب الوقت من اجل اعداد قوى عسكرية جديدة لاستئناف الحرب، وهو احتمال قائم، ضعيف لكنه معقول، فإن مجرد التصريح به تعبير عن ميزان القوى الجديد في المنطقة واعتراف بعجز اداة الربيع العربي عن اتمام المهمة التي أوكلت اليها. بمعزل عن فكرة المناورة يمكن القول ان محور المقاومة العالمي قد سجل نصرا موضعيا كبيرا ستكون له انعكاساته الكبيرة على لوحة الكون المقبلة ابتداء من الغد. كما يمكن القول ان هذا النصر يندرج في اطار منطق التاريخ وحقائقه المستجدة. فمن ربح معركة الاقتصاد في الكون يقوم يوما بعد يوم بفرض وزنه وحجمه ونفوذه على الطرف الذي صار على جادة الدينامية الهابطة. الغرب الرأسمالي، الذي فقد مفتاح انتاج القيم الاقتصادية يوم تحول اقتصاده من اقتصاد منتج الى اقتصاد مالي تحت ضغط اوالياته الداخلية وبسبب من فلسفته القائمة على الربح والسعي اليه اينما وجد، حاول إيقاف التاريخ بما بقي لديه من اوراق جلها الرئيس موجود في عضلاته. لكن عندما نعرف أن الحروب والصراعات لا تكسب بالعضلات بل بالبنى التي تقف خلف هذه العضلات نفهم الان سبب ضعف الاميركي البنيوي ولجوئه الى ادوات عفنة يتعكز عليها في حربه المصون. فليس اوباما المشكلة في تردد الأميركي بخوض غمار الحرب كما يظن خائبو العرب من الداعين الى سياسة اميركية اخرى بل المشكلة كل المشكلة تكمن في عجز هذه الدولة عن الخوض فيها. واما إذا أضفنا الى هذه المعادلة بطولة الجيش السوري والمقاومة اللبنانية ومقاومة العراق وجيشها الجديد في افشال الهجمة على الارض، كما مقاومة الكثير من القوى في مصر وبقية بلاد المنطقة، لتوصلنا الى النتيجة التي اعلن عنها كيري اليوم في مقابلته التي يشكر عليها. تصريح كيري اليوم ، عدا عن كونه اعلان عجز وخسارة نسبية، يؤكد للمرة الألف أن ما يجري في المنطقة ليس الا امتدادا للصراع العالمي على مركز الرأسمالية العالمية ولا دخل له لا بالثورات الداخلية ولا بسرقتها كما يظن بعض الموهومين العرب. الكلمة الان لمن كسب الحرب ولمن شارك فيها