- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الحفاظ على الصروح التاريخية وترميمها … في فرنسا

أوراس زيباوي – entrée du MUDO sous le soleilبوفيه (خاص)

تشكل السياحة الثقافية جانبا هاما من النشاطات التي تستقطب سنويا ملايين الفرنسيين والسياح الأجانب الذين يتنقلون في كافة أرجاء فرنسا حيث تتوزع ألوف الصروح التاريخية في المدن والقرى التي عرفت كيف تُبقي على نسيجها المعماري الأصيل عبر العصور. والدولة الفرنسية تبذل كل ما في وسعها للحفاظ على صروحها التاريخية وهي تقوم بترميمها وتخصص من أجلها ميزانيات ضخمة حتى تظل قادرة على مواكبة التحولات العصرية واستقطاب المزيد من الMusée départemental vue extérieuresزوار.

في إطار هذه السياسة والتوجه العام، وبعد عامين من العمل على ترميمه، أعيد افتتاح القصر التاريخي في مدينة “بوفيه” التي تقع في منطقه “الواز، بيكاردي” على بعد حوالى ساعة ونصف من العاصمة باريس. ويقع هذا القصر الذي يرجع بناؤه الى القرن الثاني عشر بالقرب من كاتدرائية بوفيه التي تعد من روائع العمارة القوطية. القصر مسجل منذ سنوات طويلة على لائحة التراث الوطني الفرنسي ويتميز بواجهته البيضاء الساحرة التي ترجع الى Amédée de LA PATELLIERE, Autoportrait à la chemise blanche, 1923, Collection particulière  © Alain Leprinceالقرن السادس عشر، كما أنه يضم منذ عام 1981 متحفا هو متحف MUDO نتعرف فيه على أعمال فنية لفنانين فرنسيين كبار عاشوا وعملوا في القرن التاسع عشر ومنهم كميل كورو والفريد سيسلي وبول هويي… وبالإضافة الى المجموعة الدائمة للمتحف تقام أيضا المعارض المؤقتة ومنها المعرض المقام حاليا للتعريف بنتاج الفنان الفرنسي أميدي دولاباتيليير Amédée De LaPatellière الذي كان فنانا مبدعا لكن وفاته المبكرة وابتعاده عن التجمعات الفنية ووسائل الاعلام أدخلاه في خانة النسيان.

واليوم يعاد اكتشاف هذا الفنان، فتقام حوله المعارض التي تستعيد سيرته والمحطات الأساسية في نتاجه الإبداعي.

ولد أميدي دولاباتيليير في مدينة نانت عام في 1890. درس الفنون في باريس عام 1910، وبين عامي 1911 و1913 خضع للتجنيد الاجباري، ثم شارك في الحرب العالمية الأولى حيث أصيب في قدمه اليسرى ولم يتعاف من هذه الإصابة وظل يعاني من المرض حتى وفاته عام 1932 وهو في مطلع الأربعينات. أنجز الفنان مجموعة هامة من الرسوم واللوحات الزيتية التي أظهر فيها براعته في رسم المشاهد الطبيعية المستوحاة من ذكريات طفولته والتي يلفها الصمت والتأمل. تتميز هذه الأعمال بمتانتها الهندسية وباعتمادها على التصوير المستوحى من الواقع بعيدا عن التيار التجريدي. كذلك تبيّن تأثر الفنان المباشر بأسلوب الفنان الفرنسي بول سيزان من جهة ومن جهة أخرى، التيار التكعيبي الذي دشنه الفنان الاسباني بابلو بيكاسو ابتداء من عام 1910 والذي يتخذ من الأشكال الهندسية أساسا لبناء العمل الفني.