تحاول العائلة الملكية في اسبانيا الدفاع عن سمعتها، بينما تقترب فضيحة فساد من الايقاع بالصهر اناكي أوردنجارين، الذي سيصبح أول عضو بالعائلة المالكة يتهم في تحقيق قضائي، على خلفية وجود اعتقاد لدى المحققين أن اوردنجارين استغل وشريكه مؤسسة «نووس» غير الربحية، التي رأسها الدوق في الفترة بين عامي 2004 و2006 لتنظيم مناسبات متعلقة بالرياضة والسياحة، وقاما بتحويل أكثر من 1.3 مليون يورو (1.7 مليون دولار) من التمويلات العامة والخاصة إلى شركاتهم. وقال الملك خوان كارلوس في خطابه بمناسبة عيد الميلاد، قبل أيام قليلة من إعلان أوردنجارين، زوج أبنته كريستينا، مشتبها به رسمياً، “إن العدالة واحدة للجميع.. ويجب أن يتم معاقبة مرتكب السلوك الذي يستحق الشجب”. واتخذ قصر زارزويلا الملكي خطوة غير مسبوقة بالاعلان عن تفاصيل ميزانيته في محاولة لابداء الشفافية المالية. وقوبلت تلك الخطوات بتصفيق طويل للملك في البرلمان، ولكنها قد لا تكون كافية لحماية العائلة الملكية، حيث يستعد أوردنجارين للاستجواب على يد قاض في 25 شباط/ فبراير القادم. وفي محاولة اضافية لاحتواء الفضيحة، سارع القصر بالنأي بنفسه بعيداً عن اوردنجارين، إذ أدان متحدث باسم قصر زارزويلا سلوك الدوق بوصفه «لا يحتذى به». وجرى أيضاً ابعاد تمثال من الشمع له من بين مجموعة التماثيل الملكية بمتحف الشمع بمدريد. وجرى توجيه اتهامات في اطار نفس القضية الى شريك أوردنجارين في العمل، دييجو توريس، وثلاثة مسؤولين سابقين بجزر الباليار ووسيط مشتبه به. وأصبحت الفضيحة علانية قبل بضعة أشهر، ولكن، حسب تقارير اعلامية، هناك أدلة على أن الملك كان على دراية بتعاملات صهره المالية الشاذة قبل سنوات. وتردد أن القصر حاول أن يمنع فضح تلك التعاملات عن طريق توجيه النصح للأميرة كريستينا وزوجها بالانتقال الى الولايات المتحدة وهو ما فعلاه عام 2009. يشار الى أن اوردنجارين، لاعب كرة يد أوليمبي سابق (43 عاماً)، تزوج من كريستينا وهي أكبر منه بثلاث سنوات، عام 1997. والاميرة هي ثاني أبناء الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا الثلاثة والسابعة في ترتيب العرش. وحصل اوردنجارين بعد زواجه من الاميرة كريستينا على لقب دوق بالما دي مايوركا، وأنجبا أربعة أطفال. وذكرت صحيفة «البايس» اليومية الثلاثاء أنه جرى تحويل قرابة 470 ألف يورو الى حسابات آمنة من الضرائب بالخارج. وحسبما نقلت تقارير صحافية عن المحققين، فإن الملك أجبر اوردنجارين على ترك مؤسسة نووس عام 2006 ولكنه ظل متورطاً في أنشطة مالية غير شرعية. كما تورطت كريستينا في مؤسسة «نووس» واحدى شركات زوجها، ولكن المحققين يعتقدون أنها لم تكن على علم بالتفاصيل المالية. من جهةٍ ثانية، سمح اعلان العائلة الملكة عن تفاصيل ميزانتها بالكشف أن راتب الملك خوان كارلوس السنوي يبلغ 292752 يورو، وهو مستوى معتدل مقارنة بالمعايير الملكية الاوروبية . ويبلغ اجمالي ميزانية القصر8.4 مليون يورو. وتحصل الملك صوفيا وولي العهد الامير فيليب وقرينته ليتيزيا والاميرة إلينا والاميرة كريستينا على بدلات من الميزانية، ولكن اوردنجارين لا يحصل على شيء. ومع ذلك ، فان صحيفة الموندو اليومية اشارت الى أنه يبدو أن الميزانية الملكية لا تتضمن الانفاق المتعلق بالقصر والذي تنفقه الوزارات الحكومية. ويقدر اجمالي التكاليف الملكية بنحو 50 مليون يورو سنوياً.