- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قاتل ١٥٠ بريئاً: مريض وليس إرهابياً … فهو ليس مسلماً

BT 2015نقطة على السطر

بسّام الطيارة

وأخيراً تم تأكيد أن حادث طائرة إيرباص إيه-320 تابعة للشركة الألمانية “جيرمان وينغز” هو عمل إجرامي: مساعد القبطان « أندرياس لوبتز» يقفل باب المقصورة ليدفع بالطائرة نزولاً لتصطدم بجبال الألب وزتزهق أرواح ١٥٠ راكب وطاقم الطائرة. ويبدو من الاستماع إلى الصندوق الأسود أن لوبتز كان يتنفس بشكل طبيعي ويبدو هادئاً ومصمماً.

كافة التعليقات والريبورتاجات تتحدث عن إمكانية أن يكون مساعد القبطان «مريضاً نفسياً». وفي نفس الوقت يؤكد المدعي العام الفرنسي ووزير الداخلية الألماني أن  أندرياس لوبتز «ليس مصنفاً كإرهابي».

إذا قتل١٥٠ بريئاً بدم بارد يصنف بأنه مرضاً نفسياً فقط ولا يخطر ببال أحد أن يتلفظ بكلمة «إرهابي». وأن ما حصل يجب أن يتم بحثه فقط في دائرة المرض والأمراض النفسية.

وكأن الذي يحمل حزاماً ناسفاً ويفجر نفسه وقتل الأبرياء ليس مريضاً نفسياً؟  في الواقع فإن صفة إرهابي باتت في اللاشعور الغربي ملتصقة فقط بالإسلام والمسلمين.

ما أن بانت «غرابة» مسير الطائرة حتى التفت المعلقون إلى لوائح الركاب ليجدوا بين الركاب مغربياً وقرينته…عندها فقط بدأ الحديث عن «إمكانية أن يكون عملاً إرهابياً». وعندما اكتشفت حقيقة ما حصل هبطت أسهم الإرهاب وعلت أسهم المرض النفسي في التحليلات والتعليقات.

حتى عندما تكتشف سلطات أي دولة غربية أن أحد مواطنيها التحق بالمتطرفين في سوريا أو العراق أو أي بقعة من بقاع العالم يشار إليه بأنه إرهابي ولكن يبدأ البحث بالأسباب الاجتماعية التي كانت وراء اعتناقه الإسلام وانحرافه في سياق الجهاديين. التفسيرات تكون في إطر اجتماعية وطبية واقتصادية ونفسية وهلم ما جرا… ولكن كل هذه التحليلات النفسية والاجتماعية والبحث عن مبررات اقتصادية لا تخطر على بال أي معلق عندما يكون «الإرهابي» من أصول عربية أو أفريقية أو آسيوية (المهم أن لا يكون من الشطر الغربي للعالم).

كارثة الطائرة هزت مشاعر العالم لأن ١٥٠ بريئا قتلوا بدم بارد على يد «مجنون». ولكن عندما يقتل «إرهابي» عشرة أشخاص فهو ليس «مجنون» هو فقط إرهابي.

هل من إعادة صياغة لمكانيكية تفكير الغرب وجعله متناسقاً في استعمال الصفات والمفردات؟

ولنبدأ بالقول «إن هذا الطيار إرهابي وإن الإرهابي مريض نفسي». يسمح هذا بمعالجة الجميع ويسمح أيضاً بالخروج من صيغ الاستشراق «السعيدي» (نسبة لادوار سعيد الكبير) والابتعاد عن صراع الحضارات وفحص أسباب ومسببات كل الجرائم أياً كانت وحيثما تمت وأياً كان فاعلها وأينما كان وطنه.