“اتفضلوا… عيونك شوكة في القلب، توجعني وأعبدها…، وأحميها من الرّيح وأغمدها وراء اللّيل والأوجاع… وأغمدها، فيشعل جرحها ضوء المصابيح، ويجعل حاضري غدها، أعزّ عليّ من روحي، وأنسى بعد حين، في لقاء العين بالعين، بأنّ مرة كنّا وراء الباب اثنين!”، هذه بعض كلمات لمحمود درويش في روعته “عاشق من فلسطين”، طرأت على بالي عندما قرأت عنوان هذا الكتاب للأطفال: “غزة أخطّ اسمك” بقلم كريستيان هيسل شابري، عقيلة ستيفان هيسل صاحب كتاب: “لتسخطوا!” أو “لتغضبوا!”.
وكتبت كريستيان هيسل شابري، رئيسة الجمعية الفلسطينية “فواه دو لونفوه” (Voix de l’enfant) (صوت الطّفل)، وهي جمعية لحماية الطفولة المحرومة واليائسة، إلى ذلك “الجيل الذّي رحبّ بإنشاء دولة إسرائيل في شهر مايو 1948″، والذّي لم يتردّد في إرسال أبنائه “إلى القيام بتجربة محفّزة للإقامة في مجامع كيبوتز”، وهي تقول إنّه يتعذر عليها اليوم البقاء صامتة أو “اتخاذ موقف متجاهل وغير انحيازي” حيال ما يجري في فلسطين، ولقد نجحت في إيقاظ وعي زوجها ستيفان هيسل الذّي لم يعدّ يحتمل رؤية “اليهود يرتكبون بأنفسهم جرائم حرب”. وأمام هذا الوضع، قرّرت كريستيان شابري رفع ريشتها لتطبع على أوراقها البيض تلك العبارات القويّة والرّنانة التّي سمعتها من أفواه الغزيين عسى أن تكون رسالتها باعثاً لإعادة النّظر والتّفكير في مصير أهل غزة.
“غزة، أخطّ اسمك”، صدر عن دار “أنديجان” للنّشر الفرنسية في شهر تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي.