- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“حميمية فنان واقعي” عنوان أعمال ألبير أندريه

Albert André-Maleck en bleu مونبيليار- أوراس زيباوي (خاص)
تعيد الأوساط الثقافية الفرنسية اكتشاف نتاج الفنان الفرنسي الراحل ألبير أندريه (Albert André 1869-1954) من خلال مجموعة من التظاهرات ومنها معرض استعادي جميل لنتاجه يقام حاليا في متحف قصر مدينة مونبليار (Montbéliard) (شرق فرنسا) التي تبعد حوالى خمسمئة كيلومتر عن باريس. “حميمية فنان واقعي” هو عنوان المعرض الذي يختصر أجواء هذا الفنان الذي عايش التحولات الكبرى التي عرفها الفن الحديث منذ نهاية القرن التاسع عشر ومنها نشأة التيار التجريدي، لكنه اختار أن يظل تصويريا وقريبا من توجهات فنانين كبار كانوا من أصدقائه الحميمين وأولهم رائد الانطباعية كلود مونيه. يضم المعرض مئة لوحة تختصر عالم هذا الفنان الذي اختار المرأة موضوعا أساسيا لأعماله وهي هنا امرأة من لحم ودم تطالعنا في منزلها بينما تقرأ أو تحيك أو تستحم أو تعزف على آلة الغيتار أو ترقص الباليه.

Albert André-L'anglaise à la robe rougeكذلك التفت الفنان ألبير أندريه الى الطبيعة فرسم الورود في أوانيها والحقول والقرى في الجنوب الفرنسي، وبالتحديد في منطقة مدينة مرسيليا حيث النور المتوسطي يطغى على الأمكنة ويمنح الجبال والتلال والأشجار وسقوف القرميد الأحمر، وهجا خاصا مما يزيد من سحرها وإشعاعها.

Albert André-Jacqueline lisant, corsage rayé rougeفي جميع أعماله ظل ألبير أندريه تصويريا وواقعيا، لكنها ليست التصويرية الكلاسيكية والأكاديمية بل هي تصويرية طالعة من تراث الفنان إدوار مانيه الذي كان من رواد الحداثة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وأيضاً من تراث كلود مونيه وغيره من رواد الانطباعية الذين ابتكروا أسلوبا جديدا في رسم المناظر الطبيعية والبشر خارج المحترفات المغلقة مع التركيز على تحولات الضوء واللون. وفي هذا الإطار يمكن تشبيه مسيرة ألبير أندريه بمسيرة الفنان الفرنسي بيار بونار الذي اختار مثله عدم الاصغاء إلى تيار التجريد مع التركيز على رسم المشاهد الحميمية داخل المنازل وخارجها معتمدا على رؤية شعرية للعالم من جهة، وعلى تقنية فنية طالعة من المدرسة الانطباعية.

المتحف الذي يقام فيه المعرض يقع في قصر تاريخي في مدينة مونبيليارأكما أشرنا وهي حتى العام 1793 كانت تابعة للإمبراطورية الجرمانية المقدسة ولم تصبح فرنسية رسميا إلا عند أواخر القرن الثامن عشر. ما يميزها أيضا أنها اختارت حركة الإصلاح البروتستنتية منذ القرن التاسع عشر وهذا ما يفسر وجود العديد من الكنائس البروتسنتية في المدينة ومن أشهرها كنيسة القديس مارتين التي تعد من معالم المدينة الأثرية وتتميز بواجهاتها الخارجية الحجرية البيضاء وأبوابها التي تذكر بأبواب الكنائس الإيطالية في عصر النهضة في روما وفلورنسا.

قصر مونتبليار

قصر مونتبليار