- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«أولاد الصمت» مسرحية بـ…لغة الاشارة

Capture d’écran 2015-04-12 à 11.51.34باريس – «برس نت»

حلت مسرحية “لي زانفان دو سيلانس” (اطفال الصمت Les enfants du silence)، التي كشفت للجمهور العريض عالم الصم لدى عرضها في العام 1993، على مسرح الكوميدي فرانسيسز (Comédie française)، وشكلت جهدا “هائلا” للمثلين الذين اضطروا الى تعلم لغة الاشارة، على ما تقول فرنسواز جيلار التي تؤدي الدور الرئيسي فيها. وتوضح “انها المرة الاولى في فرنسا التي يضطلع فيها اشخاص يملكون حاسة السمع بالادوار. والتعامل مع امر كبير كهذا مسألة حساسة جدا لانها مسرحية خاصة جدا لفتت الانظار في تلك الفترة الى عالم الصم”.

وحققت هذه المسرحية “تشيلدرن اوف ايه ليسير غود” (Children of a Lesser God)، وهي للاميركي مارك ميدوف نجاحا كبيرا اعتبارا من الثمانينات في الولايات المتحدة ومن ثم لندن. وقد حولت الى فيلم سينمائي العام 1986 مع وليام هورت، وحازت بطلة الفيلم الصماء مارلي ماتلين جائزة اوسكار افضل ممثلة.

في العام 1993 انجزت المسرحية في فرنسا مع ايمانويل لابوريت التي حازت جائزة موليير افضل موهبة جديدة عن دورها فيها. وهي جسدت دور ساره الصماء التلميذة السابقة التي تحولت الى عاملة تنظيفات في معهد للصم وترفض تعلم تقنية قراءة الشفاه مصرة على لغتها الخاصة.

ويشكل عرض المسرحية في الكوميدي فرانسيز حدثا كبيرا، والهدف منه التوجه الى جمهور واسع وطرح مسائل الاعاقة والاختلال، وقد تطلب الامر جهدا كبيرا من الممثلين. وتوضح فرنسواز جيلار التي تقوم بدور ساره على المسرح بين 15 نيسان/ابريل و17 ايار/مايو “احتجنا الى ساعات طويلة جدا من تعلم لغة الاشارة مع مدرب”.

المدرب هو جويل شالود، وهو سبق ان أدى دور المدرب على النطق الذي يقع في غرام ساره في مسرحية العام 1993. ومن اجل تدريب الممثلين الثلاثة على لغة الاشارة بدأت الدروس قبل سنة تقريبا.

وتقول فرنسواز جيلار “المهمة صعبة جدا وتتطلب جهدا كبيرا على صعيد تذكر الاشارات في حين اننا نحن الممثلين لدينا ذاكرة للكلمات. فاذا ما اخطأنا في حركة في الاصبع نعطي معنى مختلفا تماما، يجب ان نتوخى الدقة كثيرا”.

وتقول بتواضع “تساءلت ان كان يحق لي ان اقوم بهذا الدور واني لن اخون عالم الصم الذي اعرفه واحترمه كثيرا”، فشقيقة الممثلة صماء منذ ولادتها. وهي تتكلم وتقرأ الشفاه وتمارس لغة الاشارة. وتوضح “بالنسبة لي هذه ليست اعاقة، بل مجرد اختلاف”.

لكن الاطار تغير منذ الثمانينات، فلغة الاشارات التي منعت في فرنسا اعتبارا من العام 1880 اقرت كلغة فرنسية رسمية في العام 2005.

وتقول فرنسواز جيلار “الى جانب موضوع الصم، يتعلق الامر بقصة حب بين شخصين لا يمكن ان تسير الامور بينهما على ما يرام بسبب امر مختلف بينهما. احيانا يمكن ان يكون الحب بين شخصين كبيرا جدا لكنه غير متجانس بسبب الدين او الثقافة او الطبقة الاجتماعية ما يؤدي الى معاناة لديهما”.

وتوضح الممثلة “لطالما حلمت بتأدية شخصيات تتطلب جهدا جسديا وهذا الامر صحيح جدا في هذه المسرحية. فلغة الاشارة هي مجموعة من خطوات الرقص الصغيرة التي تشكل جملا”.

وتؤكد انها سعيدة بالعرض ايضا “لان شقيقتي التي لا تأتي ابدا لرؤيتي على المسرح ستأتي هذه المرة مع مجموعة من الاصدقاء”.

وستقدم خمسة عروض للمسرحية مرفقة بنص يمرر فوق المسرح فضلا عن اجهزة مكبرة للصوت للسماح بمتابعة افضل للصم والاشخاص الذين يعانون من مشاكل في السمع.