- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

في أزمة الحزب الشيوعي اللبناني

robert - copieروبير بشعلاني
الحزب الشيوعي اللبناني، حسب رأيي الشخصي طبعا، غير القمعي، وغير الملزم لأحد، لم يحمل يوما من مفهوم الحزب الا الاسم. فلسفته تريد ان يكون اداة سياسية لطبقة اقتصادية لم يجدها في اجتماعه. هذا المأزق الأصلي اجبره على التهمش والتكور حول نفسه. ومن اجل البقاء نقل عن القرابات المسيطرة على الاجتماع شكل حياتها وطريقة اشتغالها. تحول الى قرابة تتلقى ريعا بسيطا ( مساعدات، منح دراسية ، منشآت تجارية بحجة تعاونية الخ.) فتوزعه على أعضائها لكي تعيد انتاج نفسها ولكي تتجنب الانحلال الكلي. اضافة الى ذلك قام أعضاؤه بنسج علاقات اقتصادية حصرية فيما بينهم بحيث اصبح للحزب-القرابة خياطها ونجارها وبائع براداتها وغسالاتها ووكيل تأمينها ومحاسبها وممثلها بادارات الدولة لتمرير بعض الوساطات الصغيرة، مثله مثل اي طائفة كبرى. هذه العلاقات الداخلية تعمقت واجبرت الرفاق على التحول الى اصحاب مصلحة يأملون من خلالها التوصل الى بيع او شراء خدمة او سلعة ما. اللغة الحزبية النظرية تتحدث عن حزب عصري لا يقبل الزعامة الطبيعية، ونقدي، فيما يتصرف الرفاق من جهتهم كما لو كانوا في جمعية تبادل الخدمات والمنفعة. لا الحزب تحول الى حزب ولا النظرية النقدية كانت تتحمل النقد. لا الحزبي، المعلم، عامل يمثل الطبقة العاملة، ولا زعيم النقابة العمالية، رجل الاعمال وصاحب المطاعم، أقربهم الى البروليتاريا. لا الحزب يعرف جغرافيا تشكيلته الاجتماعية ولا الحزبي الفعلي هضمه الحزب ل” كترة حكيه “. لا الحزب يعرف ما يريد فعلا غير إصدار جريدة تعلن حبها للفقراء والمظلومين ولا الحزبي الذي يحاول ان يعرف شيئا مقبول بين اقرانه. مأزق الحزب ليست جديدا اذا. فهو ثمرة تشوه رافقه منذ الولادة ولم تغير فيه السنون شيئا يذكر. اذا وقفت قيادته مع السلم والصداقة سالم الرفاق وصادقوا. وإذا وجدت في جان سكاف مرشحه الانتخابي ضد أبن عمه جوزف تفانى رفاق منطقة زحلة بخدمة هذا البورجوازي ” الوطني”. وإذا وجد الحزب ان فلسطين هي البوصلة كانت. وإذا وجد في الوحدة العربية ضلالا صفق الرفاق وقذف أعور جريدتهم ناصر بابلغ النقد والسخرية. خلف كل هذه المواقف مصالح اقتصادية لسوق داخلية تتبادل الخدمات وتستعين على قضاء حوائجها بالكتمان. لا يريد هذا التوصيف المبني على تجربة وتحليل ان يوجه لوما او عتبا لأي احد. فكل متحد، لا يمثل احدا فعليا بالمجتمع او لا يحمل حلا واقعيا لعلة أساسية في مجتمعه، سوف يواجه احد طريقين: العفن والانحلال او التمشغل عبر الانخراط بنمط المعاش العام ولو من باب خلفي وهامشي.. بانتظار انتقال كوادره ” الناجحة” الى السوق الكبيرة الفعلية.