- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لا مسيو سامي كليب! العرب ليسوا في طور الانقراض

robert - copieروبير بشعلاني

يسود في الاعلام الان جو من البكاء والنحيب على العرب ” الأغبياء” وعلى اللغة العربية وعلى ” حاضرنا ” و”ماضينا” الخ… (اقرأ ما يكتبه سامي كليب مثلاً ناهيك عن آخرين…)
جو من النحيب على المستقبل الذي يتهدم الآن امام ناظرينا.
جو يريد لنا ان نستنتج ان وضعنا المزري نتيجة ” هبلنا ” الشخصي. وان الصراعات اليوم طائفية وقبلية تناحرية لأننا ” كل عمرنا هيك” لا نتوحد على كلمة.
جو اعلامي وثقافي عفوي صادق أو غير عفوي وغير صادق كأنه يريد ان يقول لنا فالج لا تعالج اي استسلموا لا حل في هكذا اجتماع فسيفسائي. أو لا حل في بلاد لا صدق في سياسييها.
صحة هذا التوصيف ” الجميل” في الظاهر نابعة من فرضية التعمية عن المسؤول الفعلي اليوم عن صراعاتنا. التعمية عن مصالح اقتصادية متناقضة بين قبائلنا وقراباتنا.
فنحن لم نعد تلك القبائل التس كانت تعيش “فيما بينها ” بالماضي منذ اليوم التي تعرضت بلادنا للاحتلال الاستعماري والتقسيم والتجزئة وتكسير السوق الناشئة الموحدة .
فنحن لم نعد هذه ” النحن” منذ اليوم الذي اختارت هذه الدول المسيطرة قرابة معينة وعينتها بمركز الناطور على مصالح الغرب فصارت هذه القرابة تابعة “قرابيا” للغرب ولا يمكن باي حال حسابها ” علينا”. فهي ليست منا وهم ليسوا عربا.
لا يمكن القول ” لم يحسن العروبيون طمأنة دول النفط” ، كان دول النفط دولا أو كانهم اصحاب قرارهم. كما لا يمكن القول بأن اصحاب المشروع الوحدوي لم يكونوا صادقين ففشلوا بل قل ان ناصرا جاء وكان اصدق الصادقين لكنه جوبه بحربين كونيتين وتآمر قرابات النفط التي “لم يعرف طمأنتها”.
قل أن المشروع الناصري لبناء الدولة المستقلة قد واجه مقاومة شرسة من اعضاء نادي السيطرة العالمية لمنظومة النهب بأسرها. السوق الاقتصادية العالمية والقوى العسكرية للدول الناهبة ومخفرها المتقدم ونواطير القرابات النفطية والدول المجزأة وقواها.
قل ان المشروع انهزم لكنه لم يفشل طالما بقي عرب واناس على هذه الارض وهم باقون ويريدون العيش مستقلين ينعمون بمواردهم مثلهم مثل بقية البشر والشعوب على هذه البسيطة.
العرب باقون طالما هم لا ينقرضون بل يزدادون كثيرا، وهم يملكون ثروات وممرات استراتيجية مهمة بالعالم وهم باقون لأن لا احد يستطيع اقتلاعهم من هذا المكان ولأن وعيهم بشروط عيشهم المستقلة لن تتأخر، ولو تأخرت قليلا، ولأن القوى الحية بينهم لا تزال تقاوم وتمانع سلبا وايجابا. هم باقون لأن وعي الناس يتبع حاجاتها وحاجاتها اليوم اكبر من شروط تمزقها المصطنعة والمدبرة تدبيرا استعماريا.
العرب ليسوا لا اكثر غباء من شعوب اوروبا ولا اكثر ذكاءً منها بل مثلها تماما. على العرب ( اي عرب؟) ان تعي مصالحها وهي لن تتأخر بوعي هذه المصالح من خلال الصراع المفروض عليها في هذه الاثناء بالذات.
العرب ليسوا صنفا مصفى. مثلهم مثل كل الشعوب. العرب شعب فيه تناقضات مصلحية كبرى. فيه صاحب الفتات الذي تركه له المستعمر والناهب ويعمل لصالحه وفيه الصعلوك الذي خلق ولا يملك اي مسكن ولا اي عمل. مصالح هؤلاء ليست ذاتها. هناك عرب لا مصلحة لديهم بالاستقلال والتحرر والتنمية لأنها ستحرمهم من ” قوتهم” بينما هناك عرب لهم مصلحة بالتحرر من الناهب لكي يعيشوا. هؤلاء هم العرب وهم خطاب التاريخ وحركته الصاعدة.
وحدة العرب اليوم وتحررهم من منظومة النهب العالمية شرط وجودهم واستمراريتهم والبقاء احياء يرزقون. لذلك سيتوحدون وسيتحررون من كل اطراف النهب بدءا بالناهب الاكبر مرورا بادواته المخفر الاسرائيلي ونواطيره ” العرب” والسوق ” المعولمة”.