- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

شراكة استراتيجية: هولاند يلتقي وقادة مجلس التعاون الخليجي

Capture d’écran 2015-05-03 à 07.35.10

هولاند والملك سلمان في لقاء باريسي سابق

باريس – بسّام الطيارة (خاص)
يستقل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند طائرته الرئاسية مساء الأحد متوجهاً إلى قطر لحضور حفل توقيع عقد بيع ٢٤ طائرة «رافال» يوم الاثنين صباحاً. وتبلغ قيمة العقد 6.5 مليار يورو لتكون قطر ثالث دولة تشتري طائرة رافال المتطورة بعد  مصر والهند.
وبعد خمس ساعات يقضيها هولاند مع الأمير تميم في الديوان الأميري يستقل طائرته مرة ثانية عصر يوم الاثنين ليتوجه إلى الرياض ليلتقي «القيادة الثلاثية السعودية» حسب قول مصدر مقرب من الرئاسة وذلك لبحث العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي بشكل عام، ليكون بذلك أو زعيم غربي يلتقي بالملك وولي العهد وولي ولي العهد بعد التغيرات الأخيرة في الهرم القيادي في المملكة الوهابية.
وحسب المصادر الباريسية فإن الزيارة ترتكز على ثلاثة محاور : التعاون السياسي والتعاون الاقتصادي والتعاون العسكري لضمان أمن الخليج» ليكوّن ذلك نسيج العلاقة الاستراتيجية المميزة حسب قول هذه المصادر.
وكشفت المصادر الرئاسية أن الملك سلمان بن عبد العزيز دعا الرئيس هولاند ليكون «ضيف شرف اجتماع قادة مجلس التعاون الخليجي في القمة الاستثنائية» وهو ما يحصل لأول مرة، إذ من المتوقع أن يلقي هولاند كلمة في الجلسة ليشدد على «ضمان فرنسا لأمن دول الخليج». كما أكدت المصادر أن هولاند سيقوم بمشاورات ثنائية» مع مجمل القادة الخليجيين في هذه المناسبة.
ولهذه الزيارة أهمية كبيرة بسبب توقيتها: فهي تأتي مباشرة بعد التغيرات السياسية في المملكة وقبل زيارة الملك المرتقبة إلى واشنطن. وتقول المصادر الرئاسية بأن «أصداء الخليج تشيد بمواقف فرنسا الثابتة» في مجمل الملفات من الملف النووي الإيران إلى الملف السوري مروراً بالملف اليمني المفتوح حديثاً. وهذه الإشارة إلى ما نقل من «تململ سعودي خليجي» منمواقف واشنطن تجاه هذه الملفات الثلاثة وتنم عن رغبة فرنسا بالتشديد على توافق وجهات نظر باريس مع العواصم الخليجية وبشكل خاص الرياض. وتعكس هذه التصريحات وجهة نظر باريس التي ترى أن هذا التوافق يأتي تتويجاً للسياسة الفرنسية الثابتة الذي جعلها «دولة ذات مصداقية يمكن الوثوق بها» لبناء «تموضع استراتيجي تجاه الملفات الإقليمية».
وتشير النمصادر إلى أن الملف الإيراني سيكون في مقدمة الملفات التي سيتم تناولها في القمة الخليجية وفي اجتماع مجلس التعاون إذ أن مسألة توقيع… أو عدم توقيع الاتفاق حول النووي الإيراني في ٣٠ حزيران/يونيو يمكن أن يغير المكثير من المعطيات على المستوى الجيوسياسي في المنطقة وسيكون له تداعيات عميقة.
بالنسبة للملف اليمني توقل المصادر بأن «فرنسا تقف إلى جانب التحالف العربي» وتدعو إلى «تطبيق قرار مجلس الأمن» تمسكاً بالحل السياسي «الذي يأخذ بعين الاعتبار الهواجس الأمنية لدول المنطقة». وكشفت المصادر بأن «التعاون مع التحالف هو تعاون في الأمور الاستراتيجية وبشكل خاص على مستوى المعلومات الاستخباراتية».
أما في الملف السورية فإن وجهات النظر «متطابقة» حسب قول المصادر الرئاسية، وسينقل هولاند لمجلس ثمرة مباحثاته مع فلاديمير بوتين في يرفان قبل أيام حيث حثه على «على العمل على تحسين نهج المقاربة وصولاً إلى الحل السياسي المطلوب» وسيشير هولاند حسب المصادر إلى «تغيير طفيف» طرأ على موقف بوتين من مسألة «مصير الأسد بالنسبة للبقاء مؤسسات النظام».