- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أسرار فيروس إيبولا: بين الحقائق والإشاعات

couverture_virus_ebolaنصيرة بلامين (خاص)

يعتبر كتاب “وجاء فيروس الإيبولا: إشاعات، ذهول وحقائق في غينيا”* لـ«عبدول قودوسي ديالو»** الذي أصدرته مؤخرًا دار النشر “لارماتون” الفرنسية شهادة شخصية عايشها الكاتب خلال تواجده في غينيا منذ ظهور وباء حمى الإيبولا النزفية في المناطق الغابية لغينيا والذي تفشى تدريجيا في كامل البلاد وانتشر المرض لينتقل إلى بلدان إفريقية مجاورة مثل ليبيريا وسيراليون والإجراءات التي اتُخذت لعزل المصابين بالفيروس بين حكومات اتحاد نهر مانو (L’Union du fleuve Mano) والتي أطلق عليها بـ”مثلث الموت” مع غلق حدودها الأرضية والجوية والبحرية ما أدى إلى عواقب اقتصادية ونفسية واجتماعية وسياسية.

كما تناول الكاتب ظواهر التهميش التي تعرض لها الأشخاص وكذا البلدان التي مسها وباء الإيبولا سواء تعلق الأمر بصعوبات في التخاطب والتواصل مع المرضى أو الحماقات التي ارتكبها الممرضون مع السكان وكذا ردود فعل الدول والمجتمع الدولي التي جاءت متأخرة دون أن ينسى الحديث عن الجهود الجبارة التي بذلتها الأمم المتحدة مع تدخل منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود واليونيسيف والصليب الأحمر للقضاء على الفيروس.

ويعود ظهور فيروس الإيبولا لأول مرة إلى سنة 1976 في “يامبوكو” في جمهورية الكونغو الديمقراطية (الزائير سابقًا) وهي منطقة قريبة من نهر إيبولا وبالتالي أطلق تسمية الفيروس نسبة إلى النهر. وعرفت جمهورية الكونغو الديمقراطية سبعة مراحل من مرض الإيبولا منذ 1976 إلى غاية 2014، وانتقل بعدها إلى السودان والغابون وأوغندا وكونغو برازفيل وإفريقيا الجنوبية.

في 1982، قام باحثون من الإتحاد السوفياتي (سابقًا) ومن غينيا الكشف عن حالة وجود مرض قاتل في منطقة “كينديا” الغينية يشبه حمى النزفية لفيروس الإيبولا، إلا أن ناقوس الخطر لم يكن ليدق بعد.

وقبل 2014، قُدمت روايتان اثنتان عن أحداث هذا الوباء أولاها تقول أن المُصاب الأول كان طفلاً مات يوم 6 ديسمبر 2013 في قرية “ميلياندو” التابعة لمحافظة “كيقيدو” بغينيا ويبدو أن الداء أصاب أعضاء آخرين من عائلة المُصاب ولقوا حتفهم أيامًا قلائل بعد إصابتهم بالفيروس. وانتقل الفيروس بعدها ليصيب أعوانًا من السلك الطبي في مستشفى “كيقيدو” وانتشر بعدها في محافظات “ماسينتا” و”كيسيدوقو” حينها قام مسؤولو الصحة للمنطقة إخطار السلطات المعنية لوزارة الصحة والمنظمات غير الحكومية وكذا منظمة أطباء بلا حدود. وبعد الحصول على عينات من تحليل دم المصابين، تم إرسالها إلى مخابر مختصة في “ليون” بفرنسا و”هامبورغ” بألمانيا لإجراء التحاليل. وفي 21 مارس 2014، شخص مخبر ليون وجود فيروس الإيبولا، واعترفت الحكومة الغينية رسميًا عن وجود الوباء على أراضيها في 22 مارس بعدما تعين إصابة شخص بالفيروس في “كوناكري”.

أما الرواية الثانية فقد تم نشرها في مجلة “سيونس” (Sciences) فتقول أن أصول الداء يعود إلى دفن مشعوذة في “سوكوما” بسيراليون، وانتشر الداء ليصل إلى ليبيريا وبلدان إفريقية أخرى وعمّ حينها الهلع والخوف.

ومنذ ظهور هذا الوباء سنة 1976، يُعتقد أن هذا المرض ينتقل إلى الإنسان جراء احتكاكه مع حيوانات حاملة للفيروس أو عن طريق أكل لحوم فاسدة لاسيما لحوم القردة وتنتقل بعدها العدوى من إنسان إلى إنسان آخر عن طريق اللعاب والدم والفضلات والسائل المنوي والعرق وكذا عن طريق الاتصال المباشر بواسطة الفم والأنف والعين والجروح.

وكانت أول تجارب لقاح ضد فيروس الإيبولا تمت رسميًا في الفاتح من شهر فيفيري 2015 في مستشفى “رديمبتون” بليبيريا طبقًا لمشروع التعاون الأمريكي الليبيري: “برنامج الشراكة في أبحاث تطوير اللقاحات ضد إيبولا في ليبيريا”.

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت السبت الماضي خلو ليبيريا من فيروس الإيبولا، والذي سبب في وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص.

* « Et vint le virus Ebola : rumeurs, stupeurs et réalités en Guinée »

** Abdoul Goudoussi Diallo