- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مقتل أبو سياف: تنسيق غير معلن بين القوات الأميركية والسورية

Capture d’écran 2015-05-17 à 00.30.39بدري ونوس – الحدود التركية السورية (خاص)

ما أن أعلن عن عملية الكوماندوز التي قتلت القيادي البارز في «داعش» (الدولة الإسلامية) ختى نفى البيت الأبيض إبلاغ الحكومة السورية أو التنسيق معها فيما يتعلق بالغارة. وقالت بيرناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن “الحكومة الأمريكية لم تنسق مع النظام السوري ولم تستشره مسبقا بخصوص هذه العملية”. وأضافت “حذرنا نظام الأسد من التدخل في جهودنا المتواصلة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.. نظام الأسد ليس شريكا ولا يمكن أن يكون شريكا في القتال ضد التنظيم”.

ولكن ما هي حقيقة ما حصل؟

فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أن قوات كوماندوز خاصة التي نفذت العملية انطلقت في طائرة مروحية من الأراضي العراقية. وأوضح بيان البنتاغون أن “أبو سياف قتل في اشتباك مع القوات الأمريكية الخاصة”. واعتبرت هذه العملية أول عملية خاصة أمريكية معلنة تنفذ على الأراضي السورية منذ المحاولة الفاشلة لإنقاذ رهائن أمريكيين من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في الصيف الماضي. ووفقا للبنتاغون كان أبو سياف المسؤول المالي في تنظيم “داعش” والمسؤول عن عملية بيع النفط المربحة في السوق السوداء شرقي سوريا. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الرئيس باراك حسين أوباما أعطى موافقته على تنفيذ العملية التي جرت فجر السبت شرقي سوريا.

وفي المقابل قالت  وسائل إعلام سورية إن “الجيش السوري قتل قياديا بتنظيم«داعش» مسؤولا عن الشؤون النفطية كما قتل 40 آخرين في عملية نفذها بمحافظة دير الزور الشرقية”. وجاء ذلك  في خبر عاجل للتلفزيون السوري ووصف القتيل بأنه بـ”وزير النفط في تنظيم داعش الإرهابي المدعو أبو التيم السعودي مع 40 من أفراد مجموعته في عملية نوعية لوحدة من قواتنا في حقل العمر النفطي”. وحقل العمر هو أكبر حقول النفط السورية وانتزعه التنظيم من مسلحين منافسين في يوليو / تموز الماضي.

هل هناك مسؤلان عن النفط لدى «داعش»؟ هل «أبو سياف» هو نفسه «أبو التيم السعودي»؟ ما هي حقيقة ما حصل ؟؟

تقول مصادر عدة إن التسيق بين الجيش الأميركي وبين القوات النظامية السورية هو «تنسيق غير معلن وغير مباشر» بمعنى أن الطاءرات الأميركية المنطلقة من القواعد العراقية تبلغ السطات العراقية عن مسارها أو يكون ضابط ارتباط عراقي متواجداً في قواعد انطلاقها . فتبلغ السطات العراقية السلطات السورية عن مسار الوحدات الأميركية «تجنباً لاشتباك غير مقصود» حسب هذه المصادر.

أما بالنسبة لعملية يوم السبت ففي حال كان «أبو سياف» هو نفسه «أبو التيم السعودي» فهذا يعني أن القوات السورية استغلت هذه المعلومات وانتظرت انتهاء عملية الكوماندوز لتغير على القاعدة التي حصلت فيها المعركة مما سمح لها بإعلان مقتل العشرات (٤٠) في حين أن المرصد السوري لحقوق الإنسان المقرب من المعارضة قال إن نحو 19 مسلحا من عناصر داعش قتلوا في غارة القوات الأمريكية.

وقال مسؤولون أمريكيون إن أم سياف زوجة القيادي اعتقلت في الغارة. ويعتقد أنها عضو فاعل في تنظيم الدولة الإسلامية ومشتركة في عملية سبي واستعباد الفتيات الإيزيديات بعد سيطرة مسلحي التنظيم على مناطق سكناهن في جبل سنجار شمال العراق. ولم تأت القوات السورية على ذكر أي معتقل، ما يشير إلى أن الغارة السورية جاءت بعد مرور الكوماندوز الأميركي.