- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الزين الي فيك … فيلم مغربي ممنوع

Olfa boomألفة قدارة
أسدل الستار عن مهرجان كان السينمائي في دورته الثامنة والستين . غابت السجادة الحمراء واختفى بريق الاضواء .. لكن بعض الأفلام بقيت في الذاكرة .. وبعضها الاخر أثار جدلا واسعا بل استنكارا في بعض الأحيان .
” فيلم الزين الي فيك “للمخرج المغربي نبيل عيوش أسال حبرا كثيرا .. فلقد عرض في إطار أسبوع المخرجين بالمهرجان دون أن يفوز باي جائزة . لكن   فئة كبيرة من المجتمع المغربي استاءت من اللقطات المسربة التي أثارت الاستنكار حتى بين النقاد والممثلين والفنانين أنفسهم .
بعضهم اعتبره إهانة للمرأة المغربية وبعضهم الاخر رَأَى فيه انتهاكا للقيم ففي المشاهد المسربة كلمات نابية كثيرة  تخدش الحياء. هذا بالاضافة الى مشهد رقص ماجن بين فتاة وخليجي وما يحمله من إيحاءات جنسية واضحة .. وبعد هذا الجدل الذي احتدم بسرعة على أعمدة الصحف وفي مواقع التواصل الاجتماعي، قررت السلطات في المغرب منع عرض فيلم “الزين اللي فيك” نظرا الى “ما يتضمنه من إساءة أخلاقية جسيمة للقيم وللمرأة المغربية ومس صريح بصورة المغرب.”
وقالت وزارة الاتصال في بيان مساء الاثنين ان “السلطات المغربية المختصة قررت عدم السماح بالترخيص لعرض الفيلم.” من جهته دعا مخرج الفيلم نبيل عيوش المعروف بتناوله مواضيع اجتماعية جريئة كتطرقه الى ظاهرة أطفال الشوارع في فيلم سابق، الجمهور المغربي عدم التسرع في الحكم على الفيلم من خلال لقطات مسربة وقال إنه “خال من المشاهد الإباحية.. بل يتضمن مشاهد صادقة وجريئة”

في المقابل رأى البعض أن عيوش مخرج جريء .. يعري الواقع المسكوت عنه في المغرب . وأن الفيلم عمل إبداعي لا يجب ربطه بالمعطيات الدينية او الاخلاقية او القيمية . بل بقيمته الفنية . اذ ليس مطلوبا من العمل الفني أن ينمق الواقع ويزينه بل أن يعريه ويفضحه ويثير التساؤلات ، شرط ان لا يسقط في الابتذال واختلاق مشاهد لا تخدم الفكرة بقدر ما تهدف الى الإثارةوالتسويق.

هنا تطرح مسألة الجرأة في اختيار المواضيع والمشاهد التي تخدم السيناريو والفكرة .ومسألة الجرأة الجنسية في الأفلام في البلدان العربية خاصة .وكذلك مسألة المنع والرقابة .  ففي عصر العولمة والانفتاح والانترنيت هل ان منع عرض الفيلم قد يؤتي الغاية منه ؟ وهل سيمتنع المتفرج المغربي  عن مشاهدة الفيلم باعتبار ان كل مرغوب ممنوع ،خاصة وأن الفيلم سيعرض قريبا في قاعات فرنسا ؟ بل لعلها أحسن دعاية لهذا الشريط ، فالمخرج لم يكن يحلم بمثل هذا الانتصار .. لم يفز باي جائزة من جوائز مهرجان كان السينمائي ومع ذلك كل وسائل الاعلام ترصد اخبار شريطه  الذي غدا ضحية حرية التعبير .

إن عرض الفيلم او منعه لا يجب أن يحجبا أن ظاهرة الدعارة لم يخل منها مجتمع .أما منع العرض وتسليط الرقابة على المشاهد قد لا يكون الوسيلة المثلى للقضاء على هذه الظاهرة .