- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

إغلاق مضيق هرمز: مساعي تبريد… قبل العاصفة!

باريس ــ “أخبار بووم”
أعلنت إيران يوم الجمعة عن اجراء مناورات عسكرية جديدة في مضيق هرمز، وذلك رداً على الرد الغربي على المناورات السابقة. ويتخوف المراقبون من أن تشكل هذه الحلقة المفرغة مدخلاً لنزاع مسلح يمكن أو يقفل المضيق الذي يمرّ عبره ٣٥  في المئة من النفط العالمي.
وأخذ الغرب هذه الاحتمالات محمل الجد، إذ أنه بدأ إعداد خططاً لاستخدام مخزونات النفط الاستراتيجية لتحل محل نفط الخليج الذي سيُفقد إذا أغلقت إيران الممر لحيوي. وقالت مصادر أوروبية لـ «أخبار بووم» إن لقاء قد حصل هذا الاسبوع بين كبار مستهلي النفط الأوروبيين إلى جانب ممثلين عن كندا والولايات المتحدة واليابان بهدف دراسة خطط «الافراج عن احتياطات النفط استراتيجية» في حال حصول هذا الإغلاق.
وتمتلك الدول المتقدمة مخزوناً من الاحتياط الاستراتيجي يبلغ حوالي الـ٥٦٠ مليون وهي تكفي لحوالي شهر بنسبة ١٤ مليون برميل يومياً، علماً أن ١٦ مليون برميل تعبر يومياً مضيق هرمز، بحيث يمكن مع بعض الاقتصادات التعويض عن النقصان في واردات النفط الخليجي.
ورغم تراجع حدة التوتر، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الاميركية يوم الجمعة عن إنقاذ بحريتها لـ ١٣ إيرانياً احتجزوا رهائن من قبل قراصنة، إلا أن السؤال هو ماذا يمكن أن يحصل في حال تطور النزاع ودام حصار إيران للمضيق أكثر من شهر؟
وبالطبع لا يشكك البعض من قدرة الاسطول الخامس الأميركية المتواجد في الخليج على ردع البحرية الإيرانية، كما تعهدت واشنطن بـ«إبقاء المضيق مفتوحاً للملاحة»، إلا أن أي معركة تحصل في مياه المضيق وتتسبب بغرق سفينة أو أكثر يمكن أن تتسبب بإغلاق المضيق أياً تكن نتيجة المعركة. أضف إلى أن القوات الإيرانية تريد أن تظهر عبر مناوراتها الصاروخية رداً مستحدثاً على تواجد القطع البحرية الأميركية وقدراتها المتفوقة.
وتعود «سهولة» إغلاق المضيق إلى تركيبة قاع البحر في المضيق، حيث يبلغ عرضه من اليابسة إلى اليابسة حوالي الـ ١٠٨ كيلومترات (أي من بندر عباس في إيران إلى شبه جزيرة مصندم في عُمان) إلا أن جزيرة لارك تتوسطه وقعر البحر حول الجزيرة مرتفع بشكل يمنع مرور البواخر، ما يجعل مساحة المرور فقط حوالي خمس وعشرين كيلومتراً، حيث قاع البحر يزيد عن ٥٦ متراً، وهو المطلوب لمرور الحاملت الكبرى. إلا أن الملاحة تصعب بجوار الشواطئ العمانية بسبب نتوءات بارزة ومنتشرة، ما يحدد الممر البحري بشريط عرضه فقط ١٠ كيلومترات، تقع كلها داخل المياه العمانية.  
في العام الماضي عبرت الكميات التالية المضيق:
٢٢٧،٣ مليون طن نحو الشرق الأقصى (ما عدا الدول الصناعية الكبرى)
١٧٩،٩ مليون طن لليابان
١٢٩،٦ مليون طن للهند
١١٨،٤ مليون طن للصين
١١٦،٧ مليون طن لأوروبا
٨٦ مليون طن للولايات المتحدة
٤٥،٤ مليون طن لسنغافورة
ويحيط بالمضيق من الجانب العربي ثماني قواعد بحرية عسكرية، واحدة للفرنسيين في الضفرة إلى جانب قاعدة للبريطانيين وقاعدة للأميركيين قرب دبي على الجانب الغربي، بينما على بحر العرب تصطف خمس قواعد للأميركيين والبريطانيين في الشق الشرقي، تبدأ في الفجيرة وتنتهي في مطرح سيب العماني ومينا الفحال.
ولا ينكر مصدر عسكري غربي أن «هذه القواعد هي لحماية شريان النفط» وبالتالي يؤكد «أن الغرب لن يسمح بأي ثمن كان وقف مرور شحنات النفط»، إلا أنه يقول إن «المسؤولين يعولون كثيرآً على مباحثات ٥+١ التي يمكن أن تقود إلى تبريد الأجواء المحمومة حالياً”، قبل أن يضيف بأن الإيرانيين يحاولون أيضاً تبريد الوضع ويشير إلى بياناتهم حول التخصيب اليورانيوم التي بدت للمختصين وكأنها «عودة إلى الوراء»، فهي تتحدث عن تعبئة عمليات «تغليف» التي يصفها الخبير بأنها ترمي إلى «وضع المادة النووية في أجهزة الطرد» لتنشيط التخصيب، بينما كان الجميع يتحدث سابقاً عن «تطور عملية التخصيب». ويشدد الخبير على أن الغرب أيضاً «يخفف من لهجة من اتهاماته». ويشير إلى تعليق دبلوماسي غربي يقول فيه «إنهم يقتربون من القدرة على بدء التخصيب». ومن هنا تبدو مؤشرات التبريد كبيرة رغم اقتراب مواعيد الانتخابات في دول رأس حربة احتواء إيران، أي فرنسا والولايات المتحدة. إلا أن دبلوماسياً متقاعداً قال لـ«أخبار بووم» تعليقاً على استنتاجات الخبير العسكري «قد يكون هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة».